للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الأول: صفات الأولياء عند النقشبندية هي صفات الألوهية]

وأما أنواع الأولياء وأوصافهم فقد توسع الكمشخاتلي النقشبندي في بيان ذلك وبالغ حتى جعل لهم صفات الربوبية. فقال ما نصه: «وأما أنواع الأولياء والمتصرفين: فمنهم قطب الأقطاب وقطب الإرشاد وقطب البلاد وقطب المتصرفين. وهم الكلمات الجامعة الإلهية. وقدرتهم القدرة الذاتية ... وهم أقطاب العالم وهؤلاء الأوتاد نوابهم: لا موت ولا عارض ولا صعق ولا تغير لهم (١)».

فهكذا صرح بأنهم لا يموتون ولا يتغيرون ولا تؤثر عليهم عوارض الدنيا.

يتابع فيقول:

ومنهم الاثنا عشر نقيبا: وهم مطلعون على تأثيرات الكواكب التي تنزل على البروج.

ومنهم النجباء وهم ثمانية عدد السموات مع الكرسي: وهم واقفون على أحوال النجوم ومطلعون على أسرار النجوم والكرسي والعرش.

ومنهم: ثلاثمائة رجل من الأولياء على قلب آدم.

ومنهم أربعون على قلب نوح.

ومنهم سبعة غير الأبدال السبعة على قلب إبراهيم.

ومنهم خمسة على قلب جبريل.

ومنهم ثلاثة على قلب ميكائيل.

ومنهم واحد على قلب إسرافيل. وعلمه علم إسرافيل جامع للقبض والبسط وعلى هذا المشرب أبو يزيد البسطامي.

ومنهم ثمانية عشر قائمون بحقوق الله وظاهرون بأمره ويحكمون بما أراد الله.

ومنهم خمسة عشر رجلا وهم المسمون رجال الحنان والعطف الإلهي.

ومنهم أربعة يسمون رجال الهيبة والجلال وهم يمدون بالأوتاد الأربعة: قالبهم روحاني وقلبهم سماوي معروفون في السماء مجهولون في الأرض وعلمهم مما لا يتناهى.

ومنهم رجال الاشتياق وهم خمسة.

ومنهم رجال الأيام الست ... وهذه الأيام مقالة الصفات السبع: الأحد موجود من صفة السمع. والاثنين من صفة الحياة والثلاثاء من صفة البصر. والأربعاء من صفة الإرادة، والخميس من صفة القدرة. والجمعة من العلم. والسبت من الكلام. وكل واحد نال من مظهرية صاحبه: فافهم».

يزعمون أن قدم الجيلاني على رقبة كل أولياء الله.

الصوفية هم الطاعنون في الأولياء:

وبعد هذا نسأل: من هم الطاعنون في الأولياء؟ الصوفية هم الذين زعموا أن عبد القادر الجيلاني قال: «قدمي هذه على رقبة كل ولي لله تعالى». صرح السرهندي بأن السهروردي سمعها من عبد القادر نفسه، إذ كان مصاحبا له. (٢)

وهذا طعن بالنبي وصحابته لأن النبي أعظم أولياء الله يليه الصحابة. وعبد القادر لم يخصص جماعة من الأولياء دون آخرين بأنهم تحت قدمه بل أطلق وعمم أن كل ولي لله فهو تحت قدمه. فمن الطاعن في أولياء الله؟! وحقيقة الأمر أن الصوفية قد كذبوا على لسان نبيهم، وكل واحد منهم يزعم أنه يراه يقظة بين الآونة والأخرى فكذبهم على سواه من باب أولى. وقد كذب الحافظ ابن رجب هذه الرواية عن الجيلاني واتهم راويها (الشطنوفي) بالوضع والكذب (٣).


(١) ((جامع الأصول في الأولياء وأنواعهم وأوصافهم وأصول كل طريق ومهمات المريد وشروط الشيخ)) (١٣١) لأحمد ضياء الدين الكمشخاتلي. طبع بالمطبعة الجمالية بمصر ١٣٢٨هـ. وهذا الكتاب من أخبث كتب القوم وأوغلها في الكفر بعد كتاب ((السبع الأسرار في مدارج الأخيار)) وكتاب ((رشحات عين الحياة)).
(٢) ((المكتوبات الربانية)) للإمام السرهندي (٣٥٠) ((نور الإنصاف في كشف ظلمة الخلاف)) (٢٩) و ((قلادة الجواهر)) (ص ١١٣) و ((ضوء الشمس في قول النبي بني الإسلام على خمس (١٣٣) , كلها للصيادي الرفاعي و ((جامع كرامات الأولياء)) للنبهاني (١/ ٢٩٣).
(٣) الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ٢٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>