للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الثالث: صلاة الجواهر المستظهرة]

وهذه الصلاة أيضا مقسمة إلى ثلاثة أجزاء يذكر الميرغني أنه ألفها وعمره أقل من العشرين عاما ولكنها تحوي معارف لم ينلها إلا كمل الواصلين.

هذي الصلاة حوت معارف لم تنل

إلا لذي أهل الكمال الواصلين

أبديتها في وقال تعالى بدء الحال

عمري بعشرين تعلى من سنين (١)

ورغم دعوى الميرغني حول مضمون هذه الصلاة، فإنها في الواقع تجري على أسلوب من السجع فيه كثير من التكلف كقوله: اللهم بألف الابتداء وباء الانتهاء وبالصفات العلي، وبالذات يا أعلى صلي على سلطان المملكة، وإمام الحضرة المقدسة، المفيض على الملأ الأعلى من وراء حجبك الجلا، من قامت به عوالم الجبروت، وظهرت عنه عوالم الملك والملكوت، المطمطم بالأنوار العلية، والكنز الذي لا يعرفه على الحقيقة إلا مالك البرية " (٢). وتتخللها أيضا بعض المعاني المبتدعة: اللهم أشهدني جماله وأمحقني في جلالك وجلاله (٣). اللهم صلي على السر المطلسم، والكنز المبهم والرمز الذي لا يفهم (٤)، كما استشهد فيها وأشار إلى بعض الأحاديث الموضوعة كحديث الكنز الخفي، والنور المحمدي (٥)، وحديث "مدينة العلم " (٦) (٧).

راتب الطريقة الميرغنية الختمية: هو في جملته عبارة عن أدعية مأثورة وصلوات وأذكار وردت في أحاديث صحيحة، ورغم ذلك فإنه لا يخلو من بعض الأدعية المبتدعة التي يغلب عليها السجع المتكلف، كقوله مثلا: اللهم يا دائم الفضل على البرية، ويا باسط اليدين بالعطية، يا صاحب المواهب السنية صلي على سيدنا محمد خير الورى بالسجية، واغفر لنا يا ذا العلا في هذه العشية (٨).كما أن فيه بعض الأدعية التي تشير إلى عقائد مبتدعة كالتجلي ومن ذلك قوله: يا رب يا رحمن يا عظيم أسألك تجليا يذهب عني حجب النفس الظلمانية، يا فرد يا أحد يا نور تجلى لي بالتجليات الصمدانية (٩)، كما يأمر ببعض الحركات لدى بعض الأدعية، كوضع اليدين على الركبتين، ووضع اليدين على الصدر (١٠)، كما يصف قطب الطريقة الختمية بأنه صاحب الضريح الذي تقضى لديه حوائج البرية (١١).


(١) ((مجموعة فتح الرسول))، (ص ١٤٥).
(٢) ((مجموعة فتح الرسول))، (ص ١٤٦).
(٣) ((مجموعة فتح الرسول))، (ص ١٤٨).
(٤) ((مجموعة فتح الرسول))، (ص ١٥٦).
(٥) ((مجموعة فتح الرسول))، (ص ١٤٤).
(٦) حديث (أنا مدينة العلم وعلي بابها .. ) رواه الحاكم (٤٦٣٧) والطبراني (١١٠٨٣) والعقيلي في ((الضعفاء)) (٥/ ٤٥٧) قال الهيثمي في ((المجمع)) (٩/ ١١٤) فيه عبد السلام بن صالح الهروي وهو ضعيف، وقال الحاكم إسناده صحيح، وقال الذهبي بل موضوع، وقال العقيلي لا يصح في هذا المتن حديث، وقال القرطبي في ((التفسير)) (٩/ ٣٣٦) باطل، وقال الدارقطني في ((العلل)) مضطرب غير ثابت، وقال الترمذي: منكر، وكذا البخاري، وقال: إنه ليس له وجه صحيح، وقال ابن معين فيما حكاه الخطيب في ((تاريخ بغداد)) إنه كذب لا أصل له، وأورده ابن الجوزي في ((الموضوعات)) وأشار إلى هذا ابن دقيق العيد، بقوله: هذا الحديث لم يثبتوه، وقيل: إنه باطل، وقال ابن تيمية موضوع، وكذلك أورده ضمن ((الموضوعات)) كل من الشوكاني وابن عراق والألباني.
(٧) ((مجموعة فتح الرسول))، (ص ١٥٣).
(٨) ((مجموعة فتح الرسول))، (ص ١٦٣).
(٩) ((مجموعة فتح الرسول))، (ص ١٥٨).
(١٠) ((مجموعة فتح الرسول))، (ص ١٦٥).
(١١) ((مجموعة فتح الرسول))، (ص ١٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>