للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الثالث: الرد على ما ابتدعوه من أوراد وأشغال صوفية]

لقد وجه إلى اللجنة الدائمة سؤال عن حكم الطرق والأوراد الصوفية، وفيما يلي نصه وجواب اللجنة عليه:

السؤال: حكم الطرق الصوفية والأوراد التي نظموها ورتبوها قبل صلاة الفجر وبعد صلاة المغرب، وحكم من زعم أنه رأى النبي يقظة وسلم عليه بقوله: السلام عليك يا عين العيون وروح الأرواح؟.

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه ... وبعد:

الجواب: الطرق والأوراد التي ذكرتها طرق وأوراد محدثة مبتدعة، ومن جملتها طريقة التيجانية والكتانية، ولا يشرع من أورادهم إلا ما وافق الكتاب والسنة الصحيحة.

كلام الشيخ حسين أحمد المدني المذكور سابقاً:

"مقصوده أن يعيب على أهل السنة إنكارهم لبدعة المولد المأخوذة من النصارى في أواسط القرن الرابع الهجري، أخذها منهم أبو القاسم العزفي من أهل سبتة، ولم يأخذها من بعيد؛ فإن سبتة مجاورة للأندلس، وأهلها نصارى.

فيقال له: هذا المولد المقتبس من النصارى؛ من أحدثه؟ هل هو سنة أو بدعة؟ هل فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الصحابة أو التابعون أو الأئمة المجتهدون أو أهل الحديث، كالسفيانين وعبد الله بن المبارك ومالك وأحمد والبخاري ومسلم؟ حاشاهم من ذلك".

وأما قول حسين أحمد: "وقياساً على هذا يرون أذكار الأولياء أمراً قبيحاً".

فقد قال الهلالي في الرد عليه: مقصوده بأذكار الأولياء الأوراد التي يعطيها شيوخ التصوف أتباعهم ويسمونها أوراداً، وهي حال يربطون بها أتباعهم".

إلى أن قال: "ثم قال لحسين أحمد مطية الاستعمار الهندي: هذه الأذكار التي نسبتها لأوليائك - أولياء الشيطان -: هل جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم وعلمها أمته وورثها إياهم، أم هي وحي أنزل على أولئك الأولياء لا يعرفه النبي صلى الله عليه وسلم؟

فإن قال: هي مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وورثها أمته؛ صار أخذ الإذن فيها بدعة، وإنما يعلم أهل العلم ألفاظها ومعانيها، ولا تحتاج إلى إذن؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أعطاها أمته وأذن لها فيها.

ومن ضلالات المتصوفة أنهم يقولون: إن الذكر إذا أخذ بالإذن من الشيخ يكون أجره أعظم، وإذا لم يؤخذ الإذن من الشيخ يكون أجره أقل.

فمن ذلك قول التجانيين عن شيخهم - بزعمهم -: إن صلاة الفاتح لما أغلق إذا أخذت بالإذن من الشيخ أو ممن أذن له الشيخ؛ تعدل ستة آلاف ختمة من القرآن، وإذا ذكرت بغير إذن؛ فهي كسائر الصلوات، لا فضل لها على غيرها!

فإذا أنكر الموحدون أوراد شيوخ التصوف؛ فإنما أنكروا البدع المحدثة، فمتى أعطى أبو بكر الصديق ورداً؟! ومتى أعطى عمر ورداً؟! وكذلك يقال في عثمان وعلي وسائر الصحابة؟! وهل كانت في الصحابة طرق: طريقة بكرية، وطريقة عمرية، وطريقة عثمانية، وطريقة علوية، وطريقة جابرية، وطريقة مسعودية؟! سبحانك هذا بهتان عظيم.

فحسين أحمد يعيب الموحدين لمحافظتهم على سنة النبي صلى الله عليه وسلم ومحاربتهم البدع، فإذا عبرنا بمحبة سنة النبي صلى الله عليه وسلم وترك البدع؛ فقد مدحنا من حيث يريد ذمّنا".

المصدر:الديوبندية لأبي أسامة سيد طالب الرحمن- ص٦٠ - ٦٢

<<  <  ج: ص:  >  >>