للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولا: تنظيماتهم الدعوية أما عن تنظيماتهم التي أحدثوها من أجل النهوض بالدعوة للمذهب، فقد أقاموا لهم في كربلاء بالعراق وكيلاً عن داعي الدعاة يعرف باسم "عامل صاحب" أو "العامل" يختص بشؤون الحسينيات الموجودة في أنحاء من العراق، وهي المعني في الدعوة للمذهب، وهناك من يعرف باسم "الملا" هو أيضا من رجالات دعوتهم "والملا الأكبر" هو داعي الدعاة، والذي أقل منه رتبة يلقب بـ "شيخ" "وعامل صاحب" يكون وكيلاً للداعي في أي بلد أو قطر يوجد فيه هؤلاء، وهو الذي ينظر في مصالح الطائفة، بالإضافة إلى الدعوة إلى المذهب، وهذا العامل تلقي علومه في الجامعة السيفية بمدينة سورت بالهند هذا عن طائفة البهرة (١).

أما الأغاخانية فيبدوا أن أغاخان الثالث هو الآخر بذل جهوداً كبيرة في سبيل النهوض بالفرقة على وجه العموم. فالنظام الإسماعيلي المعمول به في هذا العصر يعتبره الإسماعيلي المعاصر مصطفى غالب استمرار للنظام الديني والاجتماعي السابقين مع وجود بعض التعديلات، وعزا هذه التعديلات إلى الدور الكبير الذي قام به أغاخان الثالث المتمثل بتأسيس المجالس التعليمية، والصحية، والاجتماعية واهتمامه المطلق بتنشئة الشباب وتدريبه على حمل المسؤولية، والشعور بالواجب نحو الطائفة، وقيامه بتشجيع الفرق الرياضية والكشفية، وروابط الطلبة، والبنوك، والمصارف الصناعية، والزراعية والتجارية، وتخصيص المبالغ الطائلة لها، ووضع دستوراً خاصاً للإسماعيلية وتنظيمات جديدة مستقاة من أحدث التنظيمات العالمية، وأشاد بإرشادات أغاخان وآرائه التي كانت وراء تماسك الإسماعيلية (٢).

ويقول مصطفى غالب أيضا:"إن الأغاخانية اعتمدوا في هذا العصر الحديث على إيجاد المنظمات والهيئات، إذ خصص أغاخان الثالث الأموال اللازمة للإنفاق على تنمية هذه المؤسسات مما كان له الأثر الفعال في نهضة الإسماعيلية الأغاخانية في مختلف المجالات" (٣).ولقد أحدثوا التنظيمات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والصحية وعزفوا عن التنظيمات الدعوية القديمة، واستعاضوا عنها بتسميات جديدة تتفق مع بيئتهم ومحيطهم، ولا تزال سائدة في مجتمعهم حتى اليوم، واستقوها من الهندوكية أو أوجدها بعض أئمتهم الذين لا يزالون على رأس أتباعهم حتى عصرنا هذا (٤).

ولقد بين مصطفى غالب التنظيمات الإسماعيلية الأغاخانية في هذا العصر وبين وظائفها وهي كالتالي:

الهيئة الدينية:

١ - سيف الدعوة أو وزير الدعوة أو وارث وهي رتبة فخرية شرفية تعطى عادة لكبار زعماء الطائفة، وهناك رتب شرفية أخرى مثل: اتمادي، رأي، علي جاه، كونت.

٢ - مكي: يشرف على تعيين موظفي المساجد، ويراقب جباية الأموال وجمعها ويترأس المصلين .... ، وله في كل مسجد من مساجد الإسماعيلية أي في كل "جمعة خانا" وكيلا له.

٣ - كامريا – أو كاماديا: مهمته المحافظة على خزينة الدعوة والاعتناء بالشؤون المالية فقط.

٤ - ناظر مراقبة سير أمور الدعوة من الناحية المالية والاجتماعية والدينية.

٥ - واعظ: مهمته وعظ الأتباع، وحضور المآتم لتلاوة آيات القرآن، وهذا الواعظ لا يتمتع بأي ثقافة دينية.

المجلس الإسماعيلي الأعلى:

مهمته الإشراف على شؤون الإسماعيلية من جميع النواحي، ويتم تعيينه من قبل الإمام، ويتألف من: الرئيس، أمين سر، وعدد من الأعضاء قد يصل في بعض الأحيان إلى العشرة.

اللجنة الثقافية: ومهمتها الإشراف على الأمور الثقافية والمدارس وانتخاب البعثات العلمية، وفي الأقطار الإسماعيلية كالهند، وأفريقيا، وباكستان عدة منظمات أخرى، كالجمعيات الخيرية، والنسائية، والصحية، والرياضية، وروابط الطلبة. وهذه التنظيمات التي أوجدها أغاخان الثالث كان لها الأثر الفعال في نهضة الإسماعيلية في مختلف المجالات" (٥).ورغم تفرق جماعاتهم في أنحاء العالم، إلا أنهم قد شيدوا حديثا بزنجبار مبنى تعقد فيه اجتماعاتهم (٦).

المصدر:الإسماعيلية المعاصرة لمحمد بن أحمد الجوير - ص: ١٥٤


(١) انظر: كتاب ((سمط الحقائق))، للوادعي، تحقيق عباس العزاوي، المقدمة، (ص: ١٦)، وانظر: ((الحركات الباطنية في الإسلام))، مصطفى غالب، (ص: ١٢٤)، وانظر: ((تاريخ الدعوة الإسماعيلية))، مصطفى غالب، (ص: ٣٥)، وانظر: مفاتيح المعرفة، مصطفى غالب، (ص: ١٧٧).
(٢) انظر: ((الحركات الباطنية في الإسلام))، مصطفى غالب، (ص: ١٧٧).
(٣) انظر: ((الحركات الباطنية في الإسلام))، مصطفى غالب، (ص: ١٢٤).
(٤) انظر: ((مفاتيح المعرفة))، مصطفى غالب، (ص: ١٧٨).
(٥) ((تاريخ الدعوة الإسماعيلية))، مصطفى غالب، (ص: ٣٦ - ٣٧).
(٦) انظر: ((العقيدة والشريعة في الإسلام))، جولد تسيهر، (ص: ٢٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>