للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الحادي عشر: المحرمات عنده اليزيدية]

١ - تحرم الصلوات العمومية. (صلاة الجماعة)، وأما الصلوات الخصوصية (الانفرادية) فيقوم بها الأفراد من غير جهر. والبيورة (جمع بير) يتعلمون الصلوات شفاها خلفا عن سلف. ولا يجهرون بها، بل يدمدمون بها دمدمة. ٢ - يحرم عليهم تعلم القراءة والكتابة. ويستثنى من ذلك أسرة الأعظم، والذي هو من سلالة الحسن البصري (١).

٣ - يحرم البصاق بصوت يخرج من الشفتين أو الفم، لأنهم يعتبرون ذلك شتما للشيطان. ويؤولون غاية الباصق بهذه الصورة توجيه التفلة إلى الملك طاووس. ٤ - يحرم لبس الثياب الزرقاء، ويلتزمون بلبس الثياب البيضاء إن كانوا من العامة، والثياب السوداء إذا كانوا من خدمة الدين، أما الثياب الحمراء فليست محرمة لكنهم قلما يلبسونها (٢).

٥ - لا يجوز لهم أن يلبسوا السراويل بعد الغسل وهم وقوف، ولكن يجوز ذلك بعد قضاء الحاجة.

٦ - يحرم عليهم قضاء الحاجة في المحل المبني لهذه الغاية، بل في الفضاء أو في فناء الدار، لأنهم يعتقدون أن غير اليزيدية يعينون الشيطان دائما بافتكارهم السيء أنه موجود في الكنيف. فإذا دخلوه وقضوا الحاجة فيه كأنهم فعلوا ذلك على طاووسهم، وهذا إثم كبير تسامحوا به مؤخرا.

٧ - حرام عندهم من اللحوم: لحم الخنزير، ولحم كل أنواع السمك، ولحم الغزال، كما يحرم على الشيوخ وسائر رجال الدين أكل لحم الديكة، لأن طاووس ملك جاء على هيئة الديك. ٨ - حرم عندهم من البقول والخضروات: الخس، والملفوف، واللوبياء، والقرع. أما الخس فإنهم يعتبرونه أخس ما خلقه الله على وجه الأرض. وإذا أرادوا ذكره قالوا: " ذلك الوحش ". ويرجع سبب كراهتهم له إلى " أن الشيخ عدي في زعمهم مر يوما ببستان، فرآه مزروعا. فسأل عنه فلم يجبه أحد. فقال: لا يجوز أن يأكل منه أحد. وما زال الخس حتى اليوم محرما على كل يزيدي. حتى إنهم لا يعبرون حقلا زرع فيه الخس " (٣).

٩ - لا يشربون من كوز أو جرة تبقبق، لأنهم يزعمون أن ما يبقبق هو روح حية موجودة فيها وعند بعضهم أن من يحمل الإبريق منهم كأنه أعلن إسلامه. ١٠ - يحرم عليهم حلق شاربهم أو قصها بالمقص، إلا أن تخفيفها مستحب (٤). بخلاف اللحية التي يفضل حلقها. ولا مانع من أن تحفى الشوارب وأن تحفى اللحى. أما الشيوخ فلا يجوز لهم حلق شيء. واليوم يحلق اليزيديون لحاهم جميعا، ويدعون شواربهم، في حين أن القوالين والبيورة ورجال الدين لا يجوز لهم حلق لحاهم.

١١ - لا يجوز لليزيدي أن يحضر صلاة المسلمين في أي مكان، لأنه إذا سمع المسلم وهو يصلي يلعن الشيطان، فحسب مصحف رش يجب أن يقتله.

١٢ - لا يجوز استخدام الجواد والفرس في التحميل.

١٣ - حرام تقليم الأظافر.

١٤ - لا يجوز الاغتسال على جنابة.

١٥ - لا يجوز الاستنجاء بعد قضاء الحاجة.

١٦ - لا يجوز أن يحلق اليزيدي لحيته لدى غير اليزيدي، ولا أن يحلقها بموسى حلق بها غيره (غير يزيدي).

١٧ - لا يجوز لليزيدي أن يبتعد أكثر من سنة عن موطنه. وإن غاب أكثر من عام حرمت عليه زوجته.

١٨ - يحرم على اليزيدي أن ينظر إلى امرأة غير يزيدية، ولا أن يمازحها.

١٩ - يعتقدون أن الملائكة تتصل فيما بينها في شهر نيسان، لذا يحرم عليهم الزواج في هذا الشهر. كما لا يجوز لهم بناء المنازل في هذا الشهر. ويقولون: إن كثيرا من الذين تزوجوا أو بنوا في شهر نيسان ماتوا.

٢٠ - لا يجوز لليزيدي أن يطلع غير اليزيدي على كتابيه المقدسين، جاء في كتاب (الجلوة): " وهو الكتاب الذي لا يجوز أن يقرأه الخارجون على الملة ".

ملاحظة: لقد تغاضى معظم اليزيدية – ولا سيما المثقفون منهم – عن معظم هذه المحرمات في العصر الحاضر، وراحوا يتبعون الشريعة الإسلامية، أو يظلون بلا دين.

المصدر:اليزيديون واقعهم تاريخهم معتقداتهم لمحمد التوبخي – ص١٠٣


(١) يرى العارفون أن هذا التحريم جاء خوفا من اطلاع أفراد الطائفة على حقائق الأديان الأخرى، فيتأثرون ويدخلون بعض الآراء في عقيدتهم. لكن رجال الدين أجازوا التعلم مؤخرا حتى لا يكونوا متخلفين.
(٢) يذكر الزمخشري في ((الكشاف)) أن اللون الأزرق أسوأ الألوان عند العرب لأن الروم – أعداء العرب – كانوا زرق العيون. وما زالت قبائل الأكراد في شمال العراق تستكره الألبسة الزرقاء، في حين أن اليزيدية الصابئة يحرمون اللون الأزرق كما ذكرنا.
(٣) كلام إسماعيل بيك في ((اليزيدية)) قديما وحديثا: (٩٦).
(٤) يذكر أحد مثقفي اليزيدية أن استحباب تخفيف الشاربين أهمل اليوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>