للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المطلب الأول: حياته هو الإمام أبو منصور، محمد بن محمد بن محمود بن محمد، الماتريدي (١) السمرقندي الحنفي. المتكلم الملقب بإمام الهدى وعلم الهدى إمام المتكلمين مصحح عقائد المسلمين قدوة أهل السنة ورافع أعلام السنة والجماعة ....... أما تاريخ ميلاد الإمام أبي منصور الماتريدي فلم يذكره أحد فيما أعلم .... ولم أظفر على تاريخ ميلاد الماتريدي لا من خلال ترجمته ولا من خلال تراجم شيوخه بدقة غير أن شيخين للماتريدي وجدت لهما تاريخ وفاتهما:

الأول محمد بن مقاتل الرازي فقد توفي سنة ٢٤٨هـ والثاني نصير بن يحيى البلخي وهو توفي سنة ٢٦٨هـ فبالنظر إلى تاريخ وفاة شيخه الأول يكون عمر الماتريدي عشر سنوات حين وفاة شيخه هذا لأن الماتريدي لم يكن على طريقة المحدثين حتى يبكر للسماع فإن صح هذا التقريب يكن ميلاد الماتريدي سنة ٢٣٨هـ والله أعلم وحول هذا التقريب تدور آراء الباحثين المعاصرين (٢) لكن كون الرازي هذا شيخا للماتريدي غير ثابت فالأولى في ميلاده ٢٥٨هـ.

وأما وفاته فاتفق المترجمون للماتريدي - فيما أعلم - أنه توفي سنة (٣٣٣هـ).

إلا ما وقع عند حاجي خليفة في موضع من أنه توفي سنة (٣٣٢هـ).

مع أنه قد وقع عنده في مواضع أنه توفي سنة (٣٣٣هـ) موافقا لبقية المؤرخين. وقد شذ الكوثري عن الجماعة بدون برهان كعادته فادعى أنه توفي سنة (٣٣٢هـ). ووقع عند عبد العزيز الفريهاري الهندي أنه توفي سنة (٣٣٥هـ).

قلت: هذا إما وهم من الفريهاري نفسه، أو خطأ مطبعي، لأنه قول شاذ بدون برهان. وذكر بعض المعاصرين من الماتردية: أن طاش كبرى زاده قال في (طبقات الفقهاء): " وقيل: سنة (٣٣٦هـ) (٣).

قلت: راجعت (طبقات الفقهاء) و (مفتاح السعادة) لطاش كبرى زاده ففيهما ما يوافق الجماعة.

الحاصل: أن الصحيح هو أن الماتريدي توفي سنة (٣٣٣هـ) أما بقية الأقوال، فلا اعتبار لها.

المصدر: الماتريدية وموقفهم من توحيد الأسماء والصفات لشمس السلفي الأفغاني ١/ ٢١٠ - ٢١٤

تلقى علوم الفقه الحنفي والكلام على أحد كبار علماء ذلك العصر وهو نصر بن يحيى البلخي المتوفى سنة ٣٦٨ هـ، وغيره من كبار علماء الأحناف، كأبي نصر العياض وأبي بكر أحمد الجوزجاني وأبي سليمان الجوزجاني، حتى أصبح من كبار علماء الأحناف وقد تتلمذ عليه بعض المشاهير في علم الكلام.


(١) نسبة إلى " ماتريد " بفتح الميم وسكون الألف وضم التاء الفوقانية المثناة، وكسر الراء المهملة، وسكون الياء آخر الحروف، ودال مهملة، أو " ماتريت " بدل الدال المهملة تاء فوقها نقطتان، والأول أشهر وهي محلة من مدينة سمرقند. راجع ((الأنساب)): (١٢/ ٢)، الباب (٣/ ١٤٠)، ((الفوائد البهية)) (١٩٥). وشذ ابن أبي شريف فضبطها بفتح التاء المثناة من فوق " ماتريد " واغتر به كثير من الناس، وهو خطأ. انظر ((التعليقات السنية على الفوائد البهية)): (١٩٥). وقد أبعد النجعة أحمد أمين فزاد " واوا " بين التاء وبين الراء مع الشك فقال: " ماتريد أو ماتوريد " انظر ((ظهر الإسلام)) (١/ ٢٦٥).
(٢) انظر ((عقيدة الإسلام)) لأبي الخير (٢٦٥) ((مقدمة فتح الله لكتاب التوحيد)) للماتريدي (ص ٢)، مقدمة إبراهيم عوضين والسيد عوضين لتأويلات أهل السنة للماتريدي ١٠، إمام أهل السنة للدكتور علي المغربي ١٤.
(٣) ((مقدمة فتح الله لكتاب التوحيد)) للماتريدي: (٣)، ((إمام أهل السنة)) لعلي المغربي: (١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>