للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اغتر به الجهال فسألوه فاغتر هو بنفسه فتكلم بما لا يعلم فضل وأضل.

فهذا الراهب قد دل عليه من دل عليه يحسبه أعلم أهل الأرض فسئل فأجاب بما لا يعلم فعادت مصيبة ذلك عليه وعلى سائله، ولو دل هو سائله على غيره من العلماء لسلم هو وسلم السائل، فحذار من التقصير في العلم اللازم للعبادة. وحذار من الكلام في دين الله، والإفتاء للناس بغير علم مؤهل لذلك. وحذار من صرف الناس عن العلم وأصله إذا رأيتهم قد افتتنوا بك.

[إستشهاد]

جاء في حديث رواه الترمذي وابن ماجة وغيرهما عن ابن عباس- رضي الله عنهم- وخرجه ابن عبد البر في جامع العلم عنه وعن أبي هريرة- رضى الله عنه- أن فقيها واحداً أشد على الشيطان من ألف عابد. وواقع هذا حديثنا مما يشهد لذلك، فقد رأيت ماذا جر الراهب على نفسه وعلى غيره، وكيف أنقذ العالم ذاك الشرير من الهلاك. نسأل الله الفقه في الدين وعمل الصالحين وتوبة الأوابين لنا ولجميع المسلمين آمين يا رب العالين (١).


(١) ش: ج١٢، م ٨ - غرة شعبان ١٣٥١ه - ديسمبر ١٩٣٢م.

<<  <   >  >>