للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نعم، ينجو التائب من عقوبة الغش بتوبته، ولكنه تبقى عليه تبعات العباد وما ألحق بهم من ضرر، وهي حقوق أخرى جنى عليها زيادة على أصل الغش، فلهما عقوباتها والقصاص عليها.

[تطبيق]

كل من تولى أمراً من أمور الأمة فهو من رعاتها المسؤولين عنها، المتوعدين بهذا الوعيد الشديد إذا غشوها على أي وجه كانت تلك الولاية من الوجوه التي تختلف باختلاف الأمم وأوضاعها، ومما هو من أعظم الولاية على الأمة اليوم بحسب وضعها -النيابة عنها، والتكلم بلسانها من أدنى درجات تلك النيابة إلى أعلاها، فليعلم هذا من يتقدم لهذه الولاية، وليراقب الله فيها، كما على كل راع أن يعلم هذا الوعيد ويحذر ان يقتحمه.

نسأل الله لنا وللمسلمين أن يوفقنا إلى القيام بأحسن الرعاية، في كل ما استرعانا من أنفسنا وغير أنفسنا (١).


(١) ش: ج ٤، م ١١ - غرة ربيع الثاني ١٣٥٤ه - جوليت ١٩٣٥م.

<<  <   >  >>