للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسنذكره في الجزء الآتي إن شاء الله، فالمتخذ للمساجد على القبور ملعون بنص هذا الحديث الصحيح الصريح.

فيا أيها المؤمنون بمحمد- صلى الله عليه وآله وسلم- المصدقون لحديثه، إياكم والبناء على القبور، إياكم واتخاذ المساجد عليها إن كنتم مؤمنين، وعليكم بتبليغ هذا الحديث والتذكير به والتكرير لذكره يكن لكم أجر المجاهدين في سبيل رب العالمين، وثواب العاملين لإحياء سنة سيد المرسلين، عليه وعليهم الصلاة والسلام أجمعين (١).

النَّهْيُ عَنِ الْبِنَاءِ عَلَى الْقُبُورِ.

- ٣ -

«نَهَى رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُجَصَّصَ الْقَبْرُ وَأَنْ يُقْعَدَ عَلَيْهِ، وَأَنْ يُبْنَى عَلَيْهِ». مسلم من طريق جابر بن عبد الله رضي الله عنه.

...

هذا حديث صحيح صريح في النهي عن البناء على القبر، ومعضداته من السنة كثيرة، وهو من الظهور والصراحة بحيث لا يحتاج إلى تفسير، وإنما نسأل كل مؤمن بقوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} وقوله: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} وقوله: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا}، نسأل كل مؤمن بهذه الآيات أن يعمل بنهي النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- عن البناء على القبر، فلا يبن على قبر، ولا يعن بانيا، ويعلن هذا الحديث


(١) ش: ج٣، م٩ - غرة ذي القعدة ١٣٥١ه - مارس ١٩٣٣م.

<<  <   >  >>