للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لن تلقى الله بعمل يشبهه وإياك أن يكون لك من أهل البدع أخ أو جليس أو صاحب فإنه جاء الأثر (من جالس صاحب بدعة نزعت منه العصمة ووكل إلى نفسه ومن مشى إلى صاحب بدعة مشى في هدم الإسلام). وجاء "ما من إله يعبد من دون الله أبغض إلى الله من صاحب هوى". وقد وقعت اللعنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل البدع وأن الله لا يقبل منهم صرفا ولا عدلا ولا فريضة ولا تطوعا وكلما ازدادوا اجتهادا وصوما وصلاة ازدادوا من الله بعدا، فارفض مجالسهم وأذلهم وأبعدهم كما أبعدهم الله وأذلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة الهدى بعده".

هذا مثال من رسائل الأوائل يريك عناية السلف بالسنة والذب عنها، وبغضهم للبدعة ومحاربتهم لأهلها، ومن عرف مقام الأسدين المخاطِب والمخاطَب عرف مكانة تلك الرسالة.

فالمخاطِب (بالكسر) هو أسد بن موسى بن إبراهيم ابن الخليفة الوليد بن عبد المالك بن مروان. كان ثقة حافظا يلقب بأسد السنة. استشهد به البخاري واحتج به أبو داود والنسائى.

وذكر الحافظ الذهبي في الميزان أنه لا يعلم به بأسا وأن ابن حزم الظاهري ضعفه وتضعيفه مردود- وكانت وفاته سنة ٢١٢.

والمخاطَب (بالفتح) هو أسد بن الفرات بن سنان، تفقه بأصحاب مالك، ثم ارتحل فسمع من مالك موطأه وغيره وأخذ عن أصحاب أبي حنيفة. قال في الديباج: "وكان ثقة لم يزن ببدعة" وتوفى غازيا بصقلية سنة ٣١٢ (١).


(١) السنة - السنة الأولى العدد ٧، محرم ١٣٥٢ه، ماي ١٩٣٣م.

<<  <   >  >>