للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولاهما حسن أدب آل رسولا الله صلى الله عليه وعليهم وسلم مع العلم وأهله وعدم اعتزازهم بشرفهم واغترارهم بقرابتهم القريبة المحققة.

ثانيهما سعى ابن عباس في العلم ذلك السعي وهو الذي روى عنه البخارى في صحيحه أنه قال: "ضمني النبى (ص) إلى صدره وقال اللهم علمه الحكمة" فلم يتكل على دعاء رسول الله (ص) وهو يؤمن بقبوله لأنه يفهم أن الدعاء بالشيء دعاء بتيسير أسبابه فالدعاء لا ينافى تعاطي الأسباب. بل من الداعي أو المدعو له أن لا يهمل الأسباب اكتفاء بالدعاء.

[٥) العلم وتعليمه]

١ - عن أبي حنيفة عن حماد عن إبراهيم قال: "بلغني أنه إذا كان يوم القيامة توضع حسنات الرجل في كفة وسيآته في الكفة الأخرى. فتشيل حسناته. فإذا أيس وظنَّ أنها النار جاء شيء مثل السحاب حتى يقع في حسناته. فتشيل سيآته. قال فيقال له أتعرف هذا من عملك؟ فيقول لا. فيقال هذا ما علَّمت الناس من الخير فعمل به من بعدك".

رواه ابن عبد البر (١: ٤٦) وحماد هو ابن أبي سليمان وإبراهيم هو النخعي.

٢ - عن معاذ بن جبل (ض) مرفوعا وموقوفا: " تعلموا العلم فإن تعليمه لله خشية. وطلبَه عبادة. ومذاكرتَه تسبيح.

والبحث عنه جهاد. وتعليمَه لمن لا يعلمه صدقة وبذلَه لأهله قربة. لأنه معالم الحلال والحرام. ومنار سبل أهل الجنة، وهو الأنس في الوحشة والصاحب في الغربة، والمحدث في الخلوة.

والدليل على السراء والضراء، والسلاح على الأعداء، والزين

<<  <   >  >>