للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فرطهم على الحوض. فليذادن رجال عن حوضي كلما يذاد البعير الضال، أناديهم: ألا هلم، ألا هلم، ألا هلم. فيقال: إنهم قد بدَّلوا بعدك. فأقول: فسحقا، فسحقا، فسحقا».

[تعليق]

قد أتينا هذه المرة بحديث فيه طول. ولكن ما فيه من الفوائد نعتقد أنه يكون حافزا للقارىء إلى حفظه. وليس حفظ الحديث الجليل بكثير على همة المستفيدين وفوائد هذا الحديث:

أولاها: جواز زيارة القبور، غير أن الجواز مقيد بكونها على الصفة التي وقعت من رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ومن أصحابه - رضوان الله عليهم-وصفة الزيارة في هذا الحديث مركبة من ثلاثة أشياء:

أحدها حق الدعاء للموتى.

ثانيها الإعتبار بحالهم.

ثالثها دعاء الزائر لنفسه بحسن الخاتمة.

الأول مستفاد من جملة السلام عليكم. والثانى مستفاد من جملة وإنا بكم لاحقون. والثالث مستفاد من جملة إن شاء الله. فقد قال أبو القاسم الجوهري: معناه (لا نبدل ولا نغير، نموت كل ما متم عليه إن شاء الله تعالى) نقله الباجي في شرح الموطأ.

الفائدة الثانية: تسميته- صلى الله عليه وآله وسلم- لمن لم يره من أمته بإخوانه، فنحن من إخوانه- صلى الله عليه واله وسلم- وكفى بهذه النسبة شرفا، فما على المسلم إلا أن يعمل بسنة نبيه- صلى الله عليه وآله وسلم- حتى تتحقق فيه هذه النسبة، وليس من الأدب ولا من الإيمان أن يستضعف المسلم

<<  <   >  >>