للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذه النسبة ويحاول تقويتها بنسبة أخرى إلى شخص آخر ككونه خوني فلان أو حبيبه أو درويشه.

وعدم تسميته- صلى الله طيه واله وسلم- لأصحابه بالإخوان يدل على فضل الصحبة وأن لها مزية زائدة على مطلق الأخوة، وهذا لا خلاف فيه.

الفائدة الثالثة: عنايته- صلى الله عليه وآله وسلم- بأمته في الآخرة، كما كان حريصا على هدايتهم في الدنيا، يدل على هذه العناية قوله: (وأنا فرطهم على الحوض) قال الباجى في شرحه: يريد أن يتقدمهم إليه ويجدونه عنده. رواه ابن حبيب عن مالك. يقال فرطت القوم إذا تقدمتهم لترتاد لهم الماء وتهيىء لهم الماء والرشاء.

الفائدة الرابعة: أن عنايته- صلى الله عليه وآله وسلم- بأمته في الآخرة خاصة بالثابتين على سنته منهم، فأما المبتدعون الذين بدلوا سنته وأحلوا محلها بدعتهم فإنه- صلى الله عليه وآله وسلم- يبعدهم عنه بقوله: (فسحقا، فسحقا، فسحقا).

ثم هذا الابعاد معناه الحرمان من ماء الحوض في وقت شدة الحاجة إليه، فإن كان الابتداع والتبديل بالمروق من الدين فالابعاد حرمان من الشفاعة أيضا، ويبقى ذلك المبتدع مخلدا في النار، وإن كان الابتداع لا يخرج من الدين، فالابعاد عن الحوض لا يمنع المبتدع أن تناله الشفاعة، غير أن في الابعاد عن الحوض عذابا بالظما وخزيا بالطرد. نسأل الله أن يحيينا على سنة رسوله الكريم، وأن لا يحرمنا من ماء حوضه العذب ولا من شفاعته المرجوة (١).


(١) الصراط: السنة الأولى العدد ١٣، شعبان ١٣٥٢ه ديسمبر ١٩٣٣م.

<<  <   >  >>