للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا ظاهر أن معناه لم يقبل على ما فيه أجر وثواب فلم يعط أجرا ولا ثوابا.

وفسر بعضهم استحياء الثاني بأنه لم يدخل للحلقة وفسره آخرون بأنه استحيا من الذهاب عن الجلس، والتفسير الثاني أرجح، لأن سد الفرجة مطلوب فلا يمدح بالاستحياء منه. ولأنه جاء في رواية أنس عند الحاكم (ومضى الثاني قليلا ثم جاء فجلس). وهذا نص في المراد.

[الفوائد والأحكام]

الأولى: الجلوس في المساجد حلقا للتعلم والتعليم.

الثانية: تعليم الناس ووعظهم وإرشادهم في المساجد، وهذان مما أجمع عليه المسلمون في جميع الأعصار والأمصار وجرى عليه عملهم وعلم بالضرور عندهم فلا يتعرض لهم فيها إلا ظالم من شر الظالمين، له في الدنيا خزي وله في الآخرة عذاب عظيم.

الثالثة: التحليق للعلم وتنظيم الحلقة وسد فرجها فهي في ذلك كصفوف الصلاة فيجوز التخطي لسد الخلل كما فعل الأول ويجلس خلفها إذا لم يكن موضع فيها كما فعل الثاني.

الرابعة: فضل الإقبال على مجالس العلم وكراهة الإعراض عنها إلا لعذر.

<<  <   >  >>