للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأبقت الإحن والأحقاد والتّرات مما يسترسل معه الظلم والفساد في المستقبل.

أما دعوى الإسلام فهي يا عباد الله، أو يا مسلمون إني ظلمت فأنقذوني أشهدوا لي. فإذا دعا بها كانت جامعة لا تفريق فيها وأهابت بالسامعين كلهم كذات واحدة كلهم ينصرون الحق فيكفوا الظلم إن كان واقعا على المظلوم في الحال ويشهدون بالظلم عند الحاكم ليجري العدل مجراه.

فأين تلك الآثار من هذه الآثار؟ ولقد ظهرت آثار الأولى في الأمة العربية في جاهليتها، وظهرت آثار الثانية فيها بعد إسلامها، فأرى الله العباد- عيانا

جهرة- اختلاف الأثرين في أمة واحدة في زمن قريب وأقام عليهم حجته، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

[تفرقة وتمييز]

كل من سعى إلى تحصيل شيء مستعينا بذوي عصبية له لنسبة جنس أو قبيلة أو بلد أو شيخ أو حرفة أو فكرة غير ناظر إلى أمة على حق أو على باطل -فقد دعا دعوى الجاهلية وكل من أجابه فقد شاركه في دعواه. أما من عرف الحق وتيقن من نفسه الصدق في طلبه واستعان على تحصيله بمن تربطهم به روابط خاصة ولا يأبى أن يعينه عليه من لم يكن من جماعته لأن قصده إلى تحصيل الحق بإعانة أي كان- فهذا لا يكون دعا دعوى الجاهلية بل دعا دعوى إسلامية لأنها لم تخرج عن التعاون على الحق وهو من التعاون على البر والتقوى.

<<  <   >  >>