للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كثيرة وعوائد أثيرة، أغنته عن الاستفادة عن أبناء الزمان، وأقنعته عن مذاكرة فضلاء البلدان " (١).

كما جمع من نفائس العلوم، والكتب ومواد التفسير، والحديث وأسبابها ما يعسر عدّه ويطول حده، أهلته لتدوين أحكام الكتاب العزيز، وعلوم السنة المطهرة من العبادة والمعاملة وغيرها خالصة عن آراء الرجال نقية عن أقوال العلماء في كتبه المختصرة والمطولة كالروضة الندية

ومسك الختام شرح بلوغ المرام

وعون الباري

وفتح البيان

ورسالة القضاء والإفتاء والإمامة والغزو والفتن والنار (٢).

وكان جمعه للأحكام التي نطقت بها أدلة الكتاب وحجج السنة من غير تعصب لعالم من أهل العلم ومذهب من المذاهب وألفّ في كل باب من أبواب الشريعة الحقة الصادقة المحمدية ما لم يؤلف مثله لهذا العهد الأخير، وانتفع به أجيال من الناس كثير (٣).

[مكانته وقدرته العلمية]

ذكر عن مقدرته العلمية تلميذه نعمان الآلوسي: " بأنه فصيح سريع القراءة، سريع الكتابة، سريع الحفظ والمطالعة " (٤)، وقال عنه آخرون: وفي الكتابة سرعة عجيبة، وفي التأليف ملكة غريبة بحيث يكتب الكراريس العديدة في يوم واحد ويصنف الكتب الضخمة في أيام قليلة (٥).

وكانت له مكانة مرموقة عند الملوك والسلاطين في ذلك العهد لسعة علمه حيث أهدى الى السلطان عبد الحميد خان ملك الدولة العثمانية تفسيره (فتح البيان في مقاصد القرآن) وكتب اليه كتاباً في ذلك، فجاء من الباب العالي جوابٌ عليه مع وسامٌ من الدرجة الثانية المسمى (بمجيدية).

فهذا المؤلف قد فتح الله عليه كما يقول بنفسه " من المال الكثير، والحكم الكبير، والآل السعداء، والأخلاف الصلحاء، والنسب الحميد، والحسب المزيد ما يقصر عن كشفه


(١) أبجد العلوم: ٣/ ٢٧٢.
(٢) ينظر: المصدر نفسه: ٣/ ٢٧٣.
(٣) ينظر: الروضة الندية شرح الدرر البهية من المصحح: ٣/ أ.
(٤) جلاء العينين: ٥٠.
(٥) ينظر: الروضة الندية شرح الدرر البهية من المصحح: ٣/ أ.

<<  <   >  >>