للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[نبذة تاريخية]

[علاقة الهند بالحضارة العربية الإسلامية]

الهند تلك الأرض البعيدة عن مهد الإسلام إلا إنها لم تكن بعيدة عن روحه وفلسفته، وعلى الرغم من عدم وجود " رواية صحيحة نستطيع ان نعتمد عليها، تفيد أن أحداً من الصحابة قد وصل الى الهند داعية للاسلام في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) ولكن توجد بعض الروايات التي تفيد وصول بعض الصحابة الى الهند في عهد سيدنا عمر (رضي الله عنه) " (١).

حتى رواة الأحاديث، قيل أنهم دخلوا السند، عندما انتصرت عليها عساكر إسلامية في عهد الحجاج سنة (٧١١م) حينما أرسل حملة بقيادة محمد بن قاسم الى مصب السند واحتل المسلمون اقليم السند، واتصل هؤلاء الرواة بالهند، بشكل مباشر أو غير مباشر منهم نفران أو ثلاثة، وهم أبو حفص بن ربيع، وهو من تابعي التابعين ومن ثقات الرواة، ومنهم أبو معشر مولى أم موسى (٢).

إلا أنَّ دخول الاسلام الى الهند بشكل مباشر كان على يد سلطان أفغانستان سبكتجين في أوآخر القرن العاشر للميلاد (٩٨٦ م) حيث بدأ الأفغان والترك بشن الغزوات والغارات على الهند، حتى سيطروا عليها ونشروا الإسلام فيها (٣).

والذي يهمنا هو دور العلماء الهنود في رفد الحضارة الإسلامية فقد وضعت الهند مؤلفات إسلامية عربية عن طريق علمائها الأجلاء الذين اسهموا في نشر الفكر الإسلامي وتطوره.

ومن أشهر علماء الهند حسن بن الحسن الصغاني (ـ٦٥٠هـ) صاحب العباب وكتابه أسنى الأعمال وأثمنها براعة، وصاحب كنز العمال للبرهان بوري (ـ٩٧٥ هـ) حيث قيل أنه أكثر من التصنيف فيقال عن كتبه الموضوعة أنها تزيد على المائة، ومن أكثر علماء الهند شهرة عبد الحق الدهلوي (ـ١٠٥٢هـ) كان محدثاً بارعاً بارزاً في عصره وضع كتاباُ في الحديث هو: (لمعات التنقيح على مشكاة المصابيح) (٤)، فضلاً عن محمد صديق حسن خان القنّوجي الذي اشتهر بكثرة التأليف وها نحن بصدد درآسته.


(١) العرب والهند في عهد الرسالة تأليف أطهر مباركيوري الهندي: ١٢٧.
(٢) ينظر: (مقال) الى الأدب العربي، بقلم د. زبيد أحمد، مجلة ثقافة الهند، يصدرها مجلس الهند
للروابط الثقافية مجلد ٤ سنة ١٩٥٣:٥١،٥٢، ينظر: الهند تاريخها تقاليدها جغرافيتها محمد مرسي أبو الليل: ١١٥.
(٣) ينظر: الهند: ١١٥.
(٤) ينظر: (مقال) الى الأدب العربي: ٥٧، ٥٨.

<<  <   >  >>