للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وجوب حب المسلم لكل من له قرابة بالرسول الكريم]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [واعرف لبني هاشم فضلهم؛ لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعرف فضل قريش والعرب وجميع الأفخاذ, فاعرف قدرهم وحقوقهم في الإسلام، ومولى القوم منهم, وتعرف لسائر الناس حقهم في الإسلام, واعرف فضل الأنصار ووصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم, وآل الرسول فلا تنساهم، واعرف فضلهم وكراماتهم وجيرانه من أهل المدينة فاعرف فضلهم].

(واعرف لبني هاشم فضلهم)؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم من بني هاشم , وهو الهاشمي القرشي, ولهذا لا تكون الزكاة لبني هاشم ولا لبني عبد المطلب؛ لأنهم آل النبي صلى الله عليه وسلم, فلابد أن يعرف المسلم لبني هاشم فضلهم, قال الله تعالى: {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ} [الشورى:٢٣] أي: المحبة، {فِي الْقُرْبَى} [الشورى:٢٣]، ولابد من مودة بني هاشم وهي واجبة لقربهم من النبي صلى الله عليه وسلم، ومحبتهم من محبة النبي صلى الله عليه وسلم, فلابد أن يعرف الإنسان لهم فضلهم، فهم أشرف الناس نسباً، والنبي صلى الله عليه وسلم بعث في أشرف الناس نسباً, وكذلك الأنبياء تبعث في أحساب قومها, فقد جاء في حديث ما معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يؤمنوا حتى يحبوكم لله ولقرابتي).

والمراد ببني هاشم: قرابة النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين, وكذلك بنو عبد المطلب.

(وتعرف فضل قريش)؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم من قريش, فقريش أفضل العرب نسباً, وكذلك العرب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث في العرب، فجنس العرب أفضل من جنس العجم, ولكن الجنس لا يفيد إلا مع تقوى, كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى)، وقد يوجد شخص من العجم خير من ألوف من العرب, وإنما المراد الجنس, فجنس العرب أفضل من جنس العجم.

(وجميع الأفخاذ) وهي: جمع فخذ، وهو أقل من الشعب، فيقال أقارب الإنسان ثم قبيلته ثم شعبه.

(ومولى القوم منهم) أي: عتيقهم، فإذا أعتقوا أحداً صار منهم.

ولهذا نجد من يقول: إنه من قريش وهو مولى، وذلك لأنه أصبح عتيقاً، ولكنه لا يكون من نسبهم.

اكتملنا من الصفحة التاسعة ودخلنا في الصفحة العاشرة (وتعرف لسائر الناس حقهم في الإسلام) , فكل مؤمن له حق في الإسلام, قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:١٠] , وقال عليه الصلاة والسلام: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك بين أصابعه)، وقال عليه الصلاة والسلام: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم, مثل الجسد والواحد, إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).

(واعرف فضل الأنصار ووصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم) فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالأنصار, وقال: (من ولي شيئاً ينفع ويضر فليوال الأنصار أو فليعط الأنصار حقهم) أو كما قال عليه الصلاة والسلام, وقال للأنصار: (إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض) , يعني: ستجدون بعض الولاة وبعض الأمراء يؤثرون غيركم عليكم، ويمنعونكم حقكم، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض، فالأنصار هم كثير في الإسلام, وهم الذين آووا النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين, فلما عتبوا عليه عليه الصلاة والسلام في بعض الشيء جمعهم وقال لهم: (أما ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبعير، وتذهبون برسول الله في رحالكم؟ الأنصار شعار، والناس دثار، اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار)، فلابد أن تعرف فضل الأنصار.

(وآل الرسول، فلا تنساهم) وآل الرسول هم أتباعه على دينه، ويدخل في ذلك دخولاً أولياً قرابته من جهة النسب, كـ علي وفاطمة والحسن والحسين والعباس , وزوجاته عليه الصلاة والسلام، وبناته وأعمامه وأقاربه المؤمنين، فلا بد للإنسان أن يعرف حقهم.

(وجيرانهم من أهل المدينة فاعرف فضلهم) وهم الأنصار, أو جيرانه في المدينة، ومن كانوا حول المدينة من القبائل والقرى والبوادي، فكل هؤلاء لهم حق على المسلم لقربهم من النبي صلى الله عليه وسلم ولجوارهم له.

<<  <  ج: ص:  >  >>