للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهل يدخل في (التمائم) الحُجُبُ التي يعلقها بعض الناس على أولادهم أو على أنفسهم إِذا كانت من القرآن أو الأدعية الثابتة عن النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟

للسلف في ذلك قولان؛ أرجحهما عندي المنع؛ كما بيّنتُه فيما علّقته على "الكَلِم الطيب" لشيخ الإِسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- (رقم التعليق: ٣٤) ".

عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: "إِنّ الرُّقَى (١) والتمائم والتّوَلة (٢) شرك" (٣). وانظر تعليق شيخنا -رحمه الله- على الحديث (٤٩٢) من "الصحيحة".

عن عيسى -وهو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى- قال: دخلْت على عبد الله ابن عُكيم أبي معبد الجهني أعوده، وبه حُمرة، فقلت: ألا تُعلّق شيئاً؛! قال: الموت أقرب من ذلك، قال النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من تَعَلَّق شيئاً وُكِّلَ إِليه" (٤).


(١) الرُّقى: جمع رُقْيَة: العُوذة التي يُرقَى بها صاحب الآفة، كالحمى والصّرَع وغير ذلك من الآفات". وانظر "النهاية"
وقال شيخنا -رحمه الله-: "هي -هنا- كلّ ما فيه الاستعاذة بالجنّ، أو لا يفهم معناها، مِثل كتابة بعض المشايخ من العجم على كتابهم لفظة (يا كبيكج)؛ لحفظ الكتب من الأرَضة زعموا! ".
(٢) التّوَلَة -بكسر التاء وفتح الواو-: ما يحبب المرأة إلى زوجها من السحر وغيره؛ جعله من الشرك؛ لاعتقادهم أنّ ذلك يؤثر ويفعل خلاف ما قدّره الله -تعالى-".
(٣) أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود" (٣٢٨٨)، وابن ماجه "صحيح سنن ابن ماجه" (٢٨٤٥) وغيرهما، وانظر "الصحيحة" (٣٣١)، و"غاية المرام" (٢٩٨).
(٤) أخرجه الترمذي "صحيح سنن الترمذي" (١٦٩١) وغيره، وحسنه شيخنا -رحمه الله- في "غاية المرام" (٢٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>