للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قِبلهم]، فيأخذها، فإِذا أخذها لم يدَعوها في يده طرفة، عين حتى يجعلوها في تلك المُسوح، ويخرج منها كأنتن ريحٍ جيفةٍ وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها، فلا يمرّون بها على ملأ من الملائكة إِلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث؟! فيقولون: فلان ابن فلان -بأقبح أسمائه التي كان يُسمّى بها في الدنيا، حتى يُنتَهى به إِلى السماء الدنيا، فيُستفتح له، فلا يُفتح له، ثمّ قرأ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {لا تُفَتَّحُ لهم أبواب السماء ولا يدْخلون الجنة حتى يَلِجَ الجَمَلُ في سمِّ الخِياط (١)} (٢) فيقول الله -عزّ وجلّ-: اكتبوا كتابه في سِجين (٣)؛ في الأرض السُّفلى، [ثمّ يقال: أعيدوا عبدي إِلى الأرض، فإِنّي وعدتهم أنّي منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أُخرجهم تارةً أخرى)، فتُطرح روحه [من السماء] طرحاً [حتى تقع في جسده] ثمّ قرأ: {ومن يشرك بالله فكأنّما خرَّ من السماء فَتَخْطَفُهُ الطير أو تهوي به الريح في مكان سَحِيق}، فتعاد روحه في جسده، [قال: فإِنّه ليسمع خفق نعال أصحابه إِذا


(١) قال الحسن البصري وغيره: "حتى يدخل البعير في خرق الإِبرة. وكذا روى علي بن أبى طلحة والعوفي عن ابن عباس. وقال مجاهد وعكرمة عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: إِنّه كان يقرأُها {يلج الجمل في سمّ الخياط} بضم الجيم وتشديد الميم -الجُمّل- يعني: الحبل الغليظ في خرق الإِبرة". عن "تفسير ابن كثير" بحذف.
وهذا تعليق بالمستحيل؛ أي: أنهم لا يدخلون الجنة أبداً، وانظر -إِن شئت- ما قاله البغوي في "تفسيره".
(٢) الأعراف: ٤٠.
(٣) قال ابن كثير -رحمه الله- في "تفسيره": "والصحيح أنّ سجّيناً مأخوذ من السِّجن، وهو الضيق"، وقال في موطن آخر: "وهو يجمع الضيق والسفول".

<<  <  ج: ص:  >  >>