للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - إِن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مكث [بالمدينة] تسع سنين لم يحج.

٢ - ثمّ أذّن في الناس في العاشرة: إِن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حاجٌّ [هذا العامَ].

٣ - فقدم المدينة بشر كثير (وفي رواية: فلم يبق أحد يقدر أن يأتيَ راكباً أو راجلاً إِلا قَدِم) [فتدارَك الناس (١) ليخرجوا معه]؛ كلهم يلتمس أن يأتمّ برسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ويعمل مِثل عمَله.

٤ - [وقال جابر -رضي الله عنه-: سمعت -قال الراوي: أحسبه رفع إِلى النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -- (وفي رواية قال: خطبنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) فقال: "مُهَلُّ أهل المدينة من ذي الحُلَيْفَةِ (٢)، و [مهلّ أهل] الطريق الآخر الجُحفة، (٣) ومهل أهل العراق من ذات عِرْقٍ (٤)، ومهل أهل نجد قَرْنٌ، ومهلّ أهل اليمن من


(١) أي: تلاحقوا ووصلوا.
(٢) موضع على ستة أميال من المدينة، كما في "القاموس"، وقال الحافظ ابن كثير في "البداية" (٥/ ١١٤): "على ثلاثة أميال"، وقال ابن القيم في "الزاد" (٢/ ١٧٨): "ميل أو نحوه"، وهذا اختلاف شديد.
(٣) موضع بينه وبين مكة نحو ثلاث مراحل، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في (مناسك الحج" (٢/ ٣٥٦) من "مجموعة الرسائل الكبرى": "هي قرية كانت قديمة معمورة، وكانت تسمى (مهيعة)، وهي اليوم خراب، ولهذا صار الناس يحرمون قبلها من المكان الذي يسمى (رابغاً)، وهذا ميقات لمن حج من ناحية المغرب، كأهل الشام ومصر، وسائر المغرب؛ إذا اجتازوا بالمدينة النبوية كما يفعلونه في هذه الأوقات؛ أحرموا من ميقات أهل المدينة؛ فإِنّ هذا هو المستحب لهم بالاتفاق، فإِن أخروا الإِحرام إِلى الجحفة ففيه نزاع".
قال شيخنا -رحمه الله-: "والأشبه الجواز؛ لهذا الحديث".
(٤) مكان بالبادية، وهو الحد الفاصل بين نجد وتِهَامة، كما في "القاموس" و"معجم البلدان"، والمسافة بينه وبين مكة اثنان وأربعون ميلاً، كما في "الفتح".

<<  <  ج: ص:  >  >>