للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأولوا الأمر أصحاب الأمر وذووه؛ وهم الذين يأمُرون الناس؛ وذلك يشترك فيه أهلُ اليد والقدرة وأهلُ العلم والكلام؛ فلهذا كان أولوا الأمر صنفين: العلماء؛ والأمراء، فإذا صلحوا صلح الناس وإذا فسدوا فسَد الناس؛ كما قال أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- للأحمسية لما سألته: "ما بقاؤنا على هذا الأمر؟ قال: ما استقامت لكم أئمّتكم"، ويدخُل فيهم الملوك والمشايخ وأهل الديوان؛ وكل مَن كان متبوعاً فإنه مِن أولي الأمر.

وعلى كل واحد من هؤلاء أن يَأْمُر بما أمرَ الله به، وينهى عمّا نهى عنه، وعلى كل واحدٍ ممن عليه طاعته، أن يطيعه في طاعة الله؛ ولا يطيعه في معصية الله ... ".

[السلام في الإسلام]

إنّ حامل هذه الرسالة هو حاملُ راية السلام، لأنه يَحْملُ إلى البشرية الهدى، والنور، والخير، والرشاد.

وهو يُحدّث عن نفسه، فيقول: "إنما أنا رحمة مهداة" (١).

ويحدث القرآن عن رسالته، فيقول: {وما أرسلناك إلاَّ رحمةً للعالمين} (٢).

يقول الله- تعالى-: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِناً} (٣).

قال الله -تعالى-: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (٤).


(١) أخرجه ابن سعد في "الطبقات" وانظر "غاية المرام" برقم (١) و"الصحيحة" (٤٩٠).
(٢) الأنبياء: ١٠٧.
(٣) النساء: ٩٤.
(٤) الأنفال: ٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>