للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خرج يوم الجمعة تركْنا الصلاة، فإِذا تكلّم تركْنا الكلام".

وهذا إِسناد صحيح، ويزيد هذا هو ابن الهاد الليثي المدني.

ثمَّ قال -حفظه الله-: "في هذا الأثر دليل على عدم وجوب إِجابة المؤذّن، لجريان العمل في عهد عمر على التحدث في أثناء الأذان وسكوت عمر عليه، وكثيراً ما سئلتُ عن الدليل الصارف للأمر بإِجابة المؤذّن عن الوجوب؛ فأجبْت بهذا. والله أعلم".

الآداب التي ينبغي أن يتصف بها المؤذّن، وما يفعله عند الأذان:

١ - أن يحتسب في أذانه ويبتغي وجْه الله سبحانه، ولا يطلب الأجر.

لحديث عثمان بن أبي العاص قال: "إِنَّ آخر ما عَهد إِليّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن اتخِذ مؤذّناً؛ لا يأخذ على أذانه أجراً" (١).

وقد ذكر الترمذي -رحمه الله تعالى- كراهة أهل العلم أخْذ المؤذّن على الأذان أجراً، واستحبابهم الاحتساب في ذلك.

٢ - أن يكون على طُهر، لحديث المهاجر بن قنفذ -رضي الله عنه- "أنَّه أتى النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو يبول، فسلَّم عليه، فلم يردّ عليه حتى توضّأ، ثمَّ اعتذر إِليه فقال: إِنّي كرِهتُ أن أذكر الله إلاَّ على طهر -أو قال- على طهارة" (٢).

قال ابن المنذر في "الأوسط" (٣/ ٣٨): "ليس على من أذّن وأقام وهو


(١) أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح، وابن ماجه "صحيح سنن ابن ماجه" (٥٨٥)، وابن أبي شيبة، وأنظر "الإرواء" (٥/ ٣١٦).
(٢) أخرجه أبو داود والنسائي والدارمي وابن ماجه وغيرهم، وهو حديث صحيح خرّجه شيخنا في "الصحيحة" (٨٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>