للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يديه! ".

وسبب هذا كله أنَّه خفي عليه ما ذكَره علماء اللغة كالفيروزآبادي وغيره: "أنّ ركبتي البعير في يديه الأماميّتين".

ولذلك قال الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (١/ ١٥٠): "إِنّ البعير ركبتاه في يديه، وكذلك في سائر البهائم، وبنو آدم ليسو كذلك، فقال: لا يبرك على ركبتيه اللتين في رجليه كما يبرك البعير على ركبتيه اللتين في يديه، ولكن يبدأ فيضع أولاً يديه اللتين ليس فيهما ركبتاه، ثمَّ يضع ركبتيه، فيكون ما يفعل في ذلك بخلاف ما يفعل البعير" (١).

واستدلَّ أهل العلم على القول الثاني بما ثبت عن النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنَّه "كان يضع يديه على الأرض قبل ركبتيه" (٢).

واستدلوا أيضاً بأمر النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بذلك وقوله: "إِذا سجَد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه" (٣). وهذا قول أصحاب الحديث.

وجاء في "صحيح البخاري" "كتاب الأذان" (باب يهوي بالتكبير حين


(١) قلت: وهذا هو تحرير المقام وفصْل الخِطاب وبالله التوفيق.
(٢) أخرجه ابن خزيمة والدارقطني، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي، وما عارضه من الحديث لا يصح، وقد قال به مالك، وعن أحمد نحوه كما في "التحقيق" لابن الجوزي، وقد روى المروزي في "مسائله" بسند صحيح عن الإمام الأوزاعي قال: "أدركْتُ الناس يضعون أيديهم قبل رُكَبهم".
(٣) أخرجه البخاري في "التاريخ" وأبو داود "صحيح سنن أبي داود" (٧٤٦)، وانظر "الإرواء" (٢/ ٧٨)، و"صفة الصلاة" (ص ١٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>