للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويقرأ بما تيسّر من القرآن العظيم، وليس هناك سُور معينة كما أشار شيخنا - حفظه الله تعالى- في "تمام المنّة" (ص ٢٦٤).

ويكثر الإِمام من الدعاء لحديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: شكا الناس إِلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قُحوط المطر، فأمَر بمنبر فوُضع له في المصلّى، ووعد الناس يوماً يخرجون فيه، قالت عائشة: فخَرَج رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وسلّم حين بدا حاجب الشمس (١). فقعد عى المنبر، فكبّر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وحمد الله عزّ وجلّ ثمَّ قال: إِنّكم شكوتم جدْب دياركم واستئخار المطر عن إِبّان زمانه (٢) عنكم، وقد أمَركم الله عزّ وجلَّ أن تدْعوه، ووعدَكم أن يستجيب لكم.

ثمَّ قال: الحمد لله ربّ العالمين الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين. لا إله إلاَّ الله يفعل ما يريد، اللهمّ أنت الله لا إِله إلاَّ أنت الغني ونحن الفقراء، أنزِل علينا الغيث، واجعل ما أنزلتَ لنا قوّة وبلاغاً (٣) إِلى حين (٤) ثمَّ رفع


(١) أي: أوله أو بعضه، قال الطيبي: أي: أوّل طلوع شعاعها من الأفق، قال ميرك: الظاهر أنَّ المراد بالحاجب: ما طلع أوّلاً من جرم الشمس مستدقًّا مشبهاً بالحاجب. "مرقاة" (٣/ ٦١٦).
(٢) بكسر الهمزة وتشديد الباء، أي: وقته، يعني: عن أوّل زمان المطر. "مرقاة" بحذف.
(٣) أي: زاداً يبلغنا.
(٤) أي: من أحيان آجالنا، قال الطيبي: البلاغ: ما يُتَبلَّغ به إِلى المطلوب، والمعنى اجعل الخير الذي أُنزل علينا؛ سبباً لقوتنا ومدداً لنا مدداً طوالاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>