للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألم تر أن الله أنزل نصره وسعد بباب القادسية معصم فأبنا وقد آمت نساء كثيرة ونسوة سعد ليس فيهن أيم فبلغ سعدا فقال: اللهم اقطع عني لسانه، فجاءت نشابة، فأصابت فاه، فخرس، ثم قطعت يده في القتال. وكان في جسد سعد قروح، فأخبر الناس بعذره عن القتال.

وقال مصعب بن سعد، وغيره: إن رجلا نال من علي، فنهاه سعد، فلم ينته، فدعا عليه، فما برح حتى جاء بعير ناد، فخبطه حتى مات. لها طرق عن سعد.

وقال جرير عن مغيرة، عن أمه قالت: زرنا آل سعد بن أبي وقاص، فرأينا جارية كأن طولها شبر. قلت: من هذه؟ قالوا: ما تعرفينها، هذه بنت سعد، غمست يدها في طهوره فقال: قطع الله قرنك، فما شبت بعد.

قد ذكرنا فيما مر لنا أن سعدا جعله عمر أحد الستة أهل الشورى، وقال: إن أصابت الخلافة سعدا، وإلا فليستعن به الخليفة بعدي، فإني لم أعزله من ضعف ولا من خيانة.

وسعد كان ممن اعتزل عليا ومعاوية.

قال أيوب، عن ابن سيرين: نبئت أن سعدا قال: ما أزعم أني بقميصي هذا أحق مني بالخلافة، قد جاهدت إذ أنا أعرف الجهاد، ولا أبخع نفسي إن كان رجل خيرا مني ولا أقاتل حتى تأتوني بسيف له عينان ولسان وشفتان، فيقول هذا مؤمن وهذا كافر.

وقال محمد بن الضحاك الحزامي، عن أبيه: إن عليا رضي الله عنه خطب بعد الحكمين فقال: لله منزل نزله سعد بن مالك وعبد الله بن عمر والله لئن كان ذنبا - يعني اعتزالهما - إنه لصغير مغفور، ولئن كان حسنا، إنه لعظيم مشكور.

وقال عمر بن الحكم، عن عوانة: دخل سعد على معاوية، فلم يسلم عليه بالإمارة، فقال معاوية: لو شئت أن تقول غيرها لقلت، قال: فنحن

<<  <  ج: ص:  >  >>