للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال علي بن أبي حملة: قدم علينا مسلم بن يسار دمشق، فقالوا له: يا أبا عبد الله لو علم الله أن بالعراق من هو أفضل منك لأتانا به، فقال: كيف لو رأيتم أبا قلابة الجرمي. رواها ضمرة عن علي.

وقال هشام، عن قتادة: كان مسلم بن يسار يعد خامس خمسةٍ من فقهاء البصرة.

وقال هشام بن حسان، عن العلاء بن زياد، أنه كان يقول: لو كنت متمنيا لتمنيت فقه الحسن، وورع ابن سيرين، وصواب مطرف، وصلاة مسلم بن يسار.

وقال حميد بن الأسود، عن ابن عون، قال: أدركت هذا المسجد وما فيه حلقةٌ تنسب إلى الفقه إلا حلقة مسلم بن يسار.

وقال ابن عون، عن عبد الله بن مسلم بن يسار: أن أباه كان إذا صلى كأنه وتدٌ لا يميل هكذا ولا هكذا.

وقال غيلان بن جرير: كان مسلم بن يسار إذا صلى كأنه ثوبٌ ملقى.

وقال ابن شوذب: كان مسلم بن يسار يقول لأهله إذا دخل في صلاته: تحدثوا فلست أسمع حديثكم.

وجاء أنه وقع حريقٌ في داره وأطفؤوه، فلما ذكر له بعد قال: ما شعرت. رواها سعيد بن عامر الضبعي، عن معدي بن سليمان.

وقال هشام بن عمار، وغيره: حدثنا أيوب بن سويد قال: حدثنا السري بن يحيى قال: حدثني أبو عوانة، عن معاوية بن قرة، قال: كان مسلم بن يسار يحج كل سنةٍ، ويحج معه رجال من إخوانه تعودوا ذلك، فأبطأ عاما حتى فاتت أيام الحج، فقال لأصحابه: اخرجوا، فقالوا: كيف؟ قال: لا بد أن تخرجوا، ففعلوا استحياء منه، فأصابهم - حين جن عليهم الليل - إعصارٌ شديد حتى كاد لا يرى بعضهم بعضا، فأصبحوا وهم ينظرون إلى جبال تهامة، فحمدوا الله - عز وجل - فقال: ما تعجبون من هذا في قدرة الله - تعالى -.

وقال قتادة: قال مسلم بن يسار في الكلام في القدر: هما واديان عميقان، يسلك فيهما الناس، لن يدرك غورهما، فاعمل عمل رجلٍ تعلم أنه لن ينجيك إلا عملك، وتوكل توكل رجلٍ تعلم أنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك.

<<  <  ج: ص:  >  >>