للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما وجدت مثل القاضي العالم إلا مثل رجلٍ وقع في بحرٍ فما عسى أن يسبح حتى يغرق.

قال أيوب: كان يراد على القضاء فيفر، مرة إلى الشام، ومرة إلى اليمامة، وكان إذا قدم البصرة كان يختفي.

عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن أبي قلابة قال: لا تجالسوا أهل الأهواء، فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم بعض ما تعرفون.

وقال صالح بن رستم: قال أبو قلابة لأيوب: يا أيوب، إذا أحدث الله لك علماً فأحدث له عبادة، ولا يكن همك أن تحدث به الناس.

أيوب قال: مرض أبو قلابة، فعاده عمر بن عبد العزيز وقال: تشدد أبا قلابة، لا يشمت بنا المنافقون.

قال حماد بن زيد: مرض أبو قلابة بالشام، فأوصى بكتبه لأيوب وقال: إن كان حياً وإلا فأحرقوها، فأرسل أيوب فجيء بها عدل راحلة.

شبابة: حدثنا عقبة بن أبي الصهباء، عن أبي قلابة أنه كان يخضب بالسواد.

قال علي بن أبي حملة: قدم علينا مسلم بن يسار دمشق، فقلنا له: لو علم الله أن بالعراق من هو أفضل منك لجاءنا به، فقال: كيف لو رأيتم أبا قلابة! فما لبثنا أن قدم علينا أبو قلابة. وقال أيوب: رآني أبو قلابة وقد اشتريت تمراً رديئاً، فقال: أما علمت أن الله قد نزع من كل رديء بركته!

وعن أبي قلابة قال: ليس شيء أطيب من الروح، ما انتزع من شيء إلا أنتن.

وعن أبي قلابة قال: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال: دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال.

قلت: وإذا رأيت المتكلم يقول: دعنا من الكتاب والسنة وهات ما دل عليه العقل، فاعلم أنه أبو جهل، وإذا رأيت العارف يقول: دعنا من الكتاب والسنة والعقل وهات الذوق والوجد، فاعلم أنه شرٌ من إبليس، وأنه ذو اتحاد وتلبيس.

<<  <  ج: ص:  >  >>