للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طويلاً، ثم قال لي: يا أبا يحيى، تدري ما كنا فيه؟ قلت: لا، قال: سألنا الله الشهادة. فوالله ما علمت أنه بقي منهم أحدٌ في تلك الغزاة إلا استشهد، قال: فبعث الجراح إلى الأمراء أن ينضموا إليه حين دهموا فأقبلوا إليه.

وقال خليفة: زحف الجراح من برذعة سنة اثنتي عشرة إلى ابن خاقان، وهو محاصٌر أردبيل، فاقتتلوا، فقتل الجراح لثمانٍ بقين من رمضان، وغلبت الخزر على أذربيجان، وبلغت خيولهم إلى الموصل.

قال الواقدي: كان البلاء بمقتل الجراح على المسلمين عظيماً، فبكي عليه في كل جندٍ من أجناد العرب وفي الأمصار، رحمه الله تعالى.

٣٤ - خ م ن: جرير بن زيد، أبو سلمة الأزدي البصري.

عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، وتبيع الحميري، وسالم بن عبد الله، وغيرهم. وعنه ابنا أخيه؛ جرير بن حازم، ويزيد بن حازم.

٣٥ - ٤: جعثل بن هاعان، أبو سعيد الرعيني القتباني المصري، قاضي إفريقية.

عن أبي تميمٍ الجيشاني. وعنه بكر بن سوادة، وعبيد الله بن زحر.

قال ابن يونس: توفي قريباً من سنة خمس عشرة ومائة.

٣٦ - الجعد بن درهم، مؤدب مروان بن محمد الحمار، ولهذا يقال له: مروان الجعدي.

كان الجعد أول من تفوه بأن الله لا يتكلم، وقد هرب من الشام. ويقال: إن الجهم بن صفوان أخذ عنه مقالة خلق القرآن، وأصله من حران. فبلغنا عن عقيل بن معقل بن منبه قال: وقف الجعد على وهب بن منبه، فجعل يسأله عن الصفة، فقال: يا جعد، ويلك! أنقص من المسألة، إني لأظنك من الهالكين، لو لم يخبرنا الله في كتابه أن له يداً ما قلنا ذلك، وأن له عيناً ما قلنا ذلك، ثم لم يلبث الجعد أن صلب.

قال أبو الحسن المدائني: كان الجعد زنديقاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>