للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومالك بن دينار في قول خليفة، ومخرمة بن سليمان قتل بقديد، ويزيد بن رومان بخلف، ويزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك، وأبو وجزة يزيد بن عبيد، ويزيد الرشك، وخلق فيهم اختلاف.

وفيها قال خليفة: اصطلح نصر بن سيار وجديع بن علي الكرماني على أن يقاتلوا أبا مسلم صاحب الدعوة، فإذا فرغوا من حربه نظروا في أمرهم فدس أبو مسلم بمكره إلى ابن الكرماني يخدعه ويقول: أنا معك، وانخدع له ابن الكرماني، والتفّ معه فقاتلوا نصر بن سيار، ثم كتب نصر إلى أبي مسلم إني أبايعك وأنا أحق بك من ابن الكرماني، فقوي شأن أبي مسلم وكثر جيشه، وخافه نصر بن سيار وتقهقر بين يديه، ونزح عن مرو، فأخذ أبو مسلم أثقاله وأهله، ثم بعث عسكراً إلى سرخس، فقاتلهم شيبان الحروري فقتل شيبان.

وأقبلت سعادة الدولة العباسية من كل وجه، ثم كانت وقعة هائلة مزعجة بين جيش أبي مسلم وبين جيش نصر، فانهزم أيضاً جيش نصر ليقضي الله أمراً كان مفعولاً، وتأخر نصر بن سيار إلى قومس، وظفر أبو مسلم الخراساني بسلم بن أحوز، فقتله واستولى على أكثر مدن خراسان، ثم ظفر بعبد الله بن معاوية الهاشمي، فقتله وجهز قحطبة بن شبيب في جيش، فالتقى هو ونباتة بن حنظلة الكلابي على جرجان، فقتل في المصاف نباتة وابنه حية، ثم هرب نصر بن سيار وخارت قواه وكتب إلى نائب العراق ابن هبيرة يستصرخ به وإلى مروان الحمار يستمده حين لا ينفع المدد.

وفيها قتل في وقعة قديد بقرب مكة خلق من عسكر المدينة، وذلك أن عبد الواحد المذكور لما تقهقر إلى المدينة واستولى جيش طالب الحق على مكة كتب إلى مروان يخبره بخذلان أهل مكة، فعزله وجهز جيشاً من المدينة فبرز لحربهم الذين استولوا على مكة وعليهم أبو حمزة، واستخلف على مكة إبراهيم بن صباح الحميري، ثم التقى الجمعان بقديد في صفر من

<<  <  ج: ص:  >  >>