للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن عبد الله. وعنه الأوزاعي، ومعاوية بن سلام، وعبد الملك بن محمد الصنعاني.

قال ابن حبان: منكر الرواية على قلتها. يروي عن أنس ما لا يشبه حديثه، وفي القلب عن مثله.

٣٠٦ - واصل بن عطاء، أبو حذيفة البصري الغزال. مولى بني مخزوم، وقيل مولى بني ضبة

ولد سنة ثمانين بالمدينة. وكان أحد البلغاء المفوهين، لكنه يلثغ بالراء يبدلها غيناً، فكان لاقتداره على العربية وتوسعه في الكلام يتجنب الراء في خطابه حتى قيل فيه:

ويجعل البر قمحاً في تصرفه وخالف الراء حتى احتال للشعر.

وهو من رؤوس المعتزلة بل معلمهم الأول، والخوارج لما كفرت بالكبائر، قال واصل: بل الفاسق لا مؤمن ولا كافر بل هو منزلة بين المنزلتين، فطرده لذلك الحسن، فمن ثم قيل لهم المعتزلة لذلك.

وما أملح ما قال بعض الشعراء

وجعلت وصلي الراء لم تنطق به وقطعتني حتى كأنك واصل.

وبلغنا أن لواصل تصانيف منها: تأليف في أصناف المرجئة، وكتاب التوبة، وكتاب معاني القرآن، وغير ذلك.

وقيل: إنما عرف بالغزال لأنه كان يدور في سوق الغزل فيتصدق على النساء.

ومن مقالاته أنه كان يشك في عدالة من حضر وقعة الجمل، فقال: إحدى الفئتين مخطئة في نفس الأمر، فلو شهد عندي علي، وطلحة، وعائشة على باقة بقل لم أحكم بشهادتهم، لأن أحدهم فاسق لا بعينه.

قلت: والفاسق إذا لم يتب فهو عنده مخلد في النار - نسأل الله العافية -.

ويحكى أنه كان يمتحن بأشياء في الراء ويتحيل لها حتى قيل له: اقرأ أول سورة براءة فقال على البديه: عهد من الله ونبيه إلى الذين عاهدتم من

<<  <  ج: ص:  >  >>