للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن منده: سمعت عبد الله بن محمد البلخي، يقول: سمعت عبد الله بن محمد العابد يقول: سمعت يونس بن سليمان البلخي يقول: كان إبراهيم بن أدهم من الأشراف، وكان أبوه شريفا كثير المال والخدم والجنائب والبزاة، بينما إبراهيم يأخذ كلابه وبزاته للصيد، وهو على فرسه يركضه، إذا بصوت من فوقه: يا إبراهيم ما هذا العبث أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا اتق الله، وعليك بالزاد ليوم الفاقة، قال: فنزل عن دابته، ورفض الدينا.

أخبرنا أحمد بن هبة الله، عن زينب بنت الشعري، قالت: أخبرنا عبد الوهاب بن شاه، قال: أخبرنا أبو القاسم القشيري قال: ومنهم إبراهيم بن أدهم، كان من أبناء الملوك، فخرج يتصيد، وأثار ثعلبا أو أرنبا، وهو في طلبه، فهتف به هاتف: ألهذا خلقت أم لهذا أمرت؟ فنزل عن دابته، وصادف راعيا لأبيه، وأخذ جبته الصوف فلبسها، وأعطاه فرسه وما معه، ثم إنه دخل البادية إلى أن قال: ومات بالشام، وكان يأكل من عمل يده، مثل الحصاد، وحفظ البساتين، ورأى في البادية رجلا علمه اسم الله الأعظم، فدعا به بعده فرأى الخضر، وقال: إنما علمك أخي داود الاسم الأعظم.

قلت: أسندها أبو القاسم في رسالته، فقال: أخبرني بذلك أبو عبد الرحمن السلمي، قال: حدثنا محمد بن الحسن الخشاب، قال: حدثنا علي بن محمد المصري، قال: حدثني أبو سعيد الخراز، قال: حدثنا إبراهيم بن بشار قال: صحبت إبراهيم بن أدهم، فسألته عن بدو أمره، فذكر هذا.

قلت: رواها هلال الحفار، عن المصري الواعظ، وروى قريبا منها أبو الفتح القواس، عن أبي طالب بن شهاب، قال: حدثني علي بن محمد بن خالد، قال: حدثنا إبراهيم بن بشار قال: سألت إبراهيم بن أدهم، فذكر نحوها، وزاد: فسألت بعض المشايخ عن الحلال، فقال: عليك بالشام، فصرت إلى المصيصة، فعملت بها أياما، ثم قيل لي: عليك بطرسوس فإن بها المباحات، قال: فبينا أنا قاعد على باب البحر جاءني

<<  <  ج: ص:  >  >>