للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغلام؟ يعني عتبة، قلت: بحزن الحسن، قال: ما أبعدت.

وقال مخلد بن الحسين: صحبت عتبة الغلام، وكان يقال: إن كان أحد قلبه معلق بالعرش فعتبة الغلام، قال لنا: اشتروا لي فرسا يغيظ العدو.

وكان يخرج، فيقال له: أستقبلك أحد؟ فيقول: لا، اشتغالا بما هو فيه.

قال: وأصاب الناس ظلمة، فخرج عتبة، ويداه على رأسه، وهو يقول لنفسه: وأنت تشتري التمر!.

ويقال: كان عتبة يصوم الدهر، وكان رأس ماله فلسا يأخذ به خوصا، فيعمله ويبيعه بثلاثة فلوس، فيأكل بفلس، ويتصدق بفلس ويشتري خوصا بفلس.

قال ابن الأعرابي: يقال إنه رأى طائرا، فقال له: تعال، فجاء حتى نزل على يده، فقال له: طر، فطار.

وقيل: إنه كان لا يكاد ينقطع بكاؤه.

وورد أنه كان يأوي إلى منزله فيصيب فيه قوته، لا يدري من أين هو، وكان ربما غشي عليه في الموعظة.

وقال رياح القيسي: بات عندي عتبة الغلام، فسمعته يقول في سجوده: اللهم احشر عتبة من حواصل الطير، وبطون السباع.

وقال إبراهيم بن الجنيد: حدثنا عبد الله بن عون الخراز، قال: حدثنا مخلد بن الحسين قال: جاءنا عتبة الغلام، فقلنا له: ما جاء بك؟ قال: الغزو، قلت: مثلك يغزو! إني أريت أني آتي المصيصة فأغزو فأستشهد، قال: فنودي يوما في الخيالة، فنفر الناس، وجاء عتبة، فاستقبله رجل فقال: هل لك في فرسي، وسلاحي فإني قد اعتللت؟ قال: نعم، فأعطاه، فسار مع الناس، فالتقوا الروم، فكان أول رجل استشهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>