للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي: أخبرنا أبي قال: كان شريك القاضي لا يجلس للحكم حتى يتغدى ويشرب أربعة أرطال نبيذا، ثم يصلي ركعتين، ثم يخرج رقعة، فينظر فيها ثم يدعو بالخصوم. وقيل لابنه عن الرقعة، فأخرجها إلينا فإذا فيها: يا شريك، اذكر الصراط وحدته، يا شريك، اذكر الموقف بين يدي الله تعالى.

قيل: إن شريكا دخل على المهدي فقال: لا بد من ثلاث؛ إما أن تلي القضاء، أو أن تؤدب ولدي وتحدثهم، أو أن تأكل عندي أكلة. ففكر ساعة فقال: الأكلة أخف علي. فأمر المهدي بعمل ألوان من المخ المعقود بالسكر، وغير ذلك، فأكل. فقال الطباخ: ليس يفلح بعدها. قال: فحدثهم بعد ذلك، وعلمهم العلم، وولي القضاء!

ولقد كتب له برزقه على الصيرفي فضايقه في النقد، فقال: إنك لم تبع به بزا. فقال شريك: بل والله بعت به ديني.

قال علي بن الحسن بن الجنيد: سمعت أبا توبة يقول: كنا بالرملة فقالوا: من رجل الأمة؟ فقال قوم: ابن لهيعة. وقال قوم: مالك. وقال عيسى بن يونس: شريك.

قال منجاب بن الحارث: قال رجل لشريك: كيف تجدك؟ قال: أجدني شاكيا غير شاكي الله.

قال أحمد بن زهير: حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال: قال شريك لبعض إخوانه: أكرهت على القضاء. قال: أفأكرهت على أخذ الرزق؟

قال ابن أبي شيخ: وحدثني عبد الله بن صالح بن مسلم قال: كان شريك على قضاء الكوفة، فخرج يتلقى الخيزران، فبلغ شاهي، وأبطأت، فانتظرها ثلاثا، ويبس خبزه، فجعل يبله بالماء ويأكله، فقال العلاء بن المنهال:

فإن كان الذي قد قلت حقا بأن قد أكرهوك على القضاء فما لك موضعا في كل يوم تلقى من يحج من النساء

<<  <  ج: ص:  >  >>