للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روى عباس عن يحيى أنه ليس له في صالح المري كبير رأي، قال: ليس به بأس.

قلت: روى خمسة عن يحيى تليين صالح المري، وما في ضعفه نزاع، إنما الخلاف هل يترك حديثه أو لا؟

قال ابن عدي: صالح قاص، حسن الصوت، وعامة أحاديثه منكرات ينكرها الأئمة عليه، وليس بصاحب حديث، وإنما أتي من قلة معرفته بالأسانيد والمتون، وعندي أنه لا يتعمد الكذب، بل يغلط شيئا.

وقيل: كان صالح مولى لامرأة من بني مرة.

قال البرجلاني، عن أحمد بن إسحاق الحضرمي: سمعت صالحا يقول: للبكاء دواع؛ الفكرة في الذنوب، فإن أجابت على ذلك القلوب وإلا نقلتها إلى الموقف وتلك الشدائد والأهوال، فإن أجابت وإلا فاعرض عليها التقلب بين أطباق النيران. ثم إنه صاح وغشي عليه، وضج الناس.

قال عثمان: كان شديد الخوف لله، كأنه ثكلى إذا قص.

وقال أبو سعيد ابن الأعرابي: كان الغالب عليه كثرة الذكر والقراءة بالتحزين، يقال: إنه أول من قرأ بالبصرة بالتحزين. وقال: إن غير واحد ممن سمع قراءة صالح مات منها.

ويقال: إن سفيان الثوري لما دخل البصرة واختفى عند مرحوم العطار، فقال له مرحوم: هل لك أن تأتي قاصا عندنا؟ فأتاه على نكرة على أنه كأحد القصاص، فلما سمع كلامه وتلاوته وسمعه يقول: حدثني فلان وحدثني فلان، قال لمرحوم: تقول هذا قاص! إنما هذا نذير، وأعجب به.

وقال عفان: كنا نحضر مجلس صالح المري، وكان إذا قص كأنه رجل مذعور يفزعك أمره من حزنه وكثرة بكائه.

وقال الأصمعي: شهدت صالحا المري عزى رجلا في ابنه فقال: لئن كانت مصيبتك بابنك لم تحدث لك موعظة في نفسك، فمصيبتك بابنك جلل في مصيبتك بنفسك، فإياها فابك.

<<  <  ج: ص:  >  >>