للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: لا يا أمير المؤمنين، إني أضعف عن ذلك، وإني رجل من الموالي، فقال: ما بك من ضعف معي، ولكن ضعفت نيتك، أتريد قوة أقوى مني؟ فأما إذا أبيت فدلني على رجل أقلده مصر، قلت: عثمان بن الحكم الجذامي، رجل له صلاح وله عشيرة، قال: فبلغه ذلك، فعاهد الله أن لا يكلم الليث.

وولي الليث ثلاث ولايات لصالح بن علي، قال صالح لعمرو: لا أدع الليث حتى يتولى لي، فقال عمرو: لا يفعل، فقال: لأضربن عنقه، فجاءه عمرو فحذره، فولاه العطاء، وولي الجزيرة أيام أبي جعفر، وولي الديوان أيام المهدي.

قتيبة قال: قفلنا مع الليث من الإسكندرية، ومعه ثلاث سفن، سفينة فيها مطبخه، وسفينة فيها عياله، وسفينة فيها أضيافه، وصلى بنا فجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، وسلم واحدة تلقاء وجهه، وكان ابنه شعيب إمامه، فحم ليلة فصلى بنا الليث.

قال أبو علاثة المفرض: حدثنا إسماعيل بن عمرو الغافقي: سمعت أشهب يقول: كان الليث له كل يوم أربعة مجالس، أحدها لنائبة السلطان وحوائجه، وكان الليث تغشاه الدولة، فإذا أنكر من القاضي أمرا، أو من السلطان، كتب إلى أمير المؤمنين، ومجلس لأصحاب الحديث، ومجلس للمسائل يغشاه الناس فيسألونه، ومجلس لحوائج الناس لا يسأله أحد فيرده، كبرت حاجته أو صغرت، وكان يطعم الناس في الشتاء الهرائس بعسل النحل، والسمن، وفي الصيف سويق اللوز بالسكر.

قال أبو عمرو أحمد بن محمد الحيري: حدثنا أبي: قال: سمعت محمد بن معاوية يقول، وسليمان بن حرب إلى جنبه: خرج الليث يوما فقوموا ثيابه ودابته وخاتمه، وما عليه ثمانية عشر ألف درهم إلى عشرين ألفا.

وقال سليمان: خرج علينا شعبة يوما، فقوموا حماره وسرجه ولجامه ثمانية عشر درهما إلى عشرين.

قال منصور بن عمار: كنا عند الليث، فأتته امرأة معها قدح فقالت: يا أبا الحارث إن زوجي يشتكي، وقد وصف له العسل، فأمر لها بزق عسل كبير.

<<  <  ج: ص:  >  >>