للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سويد بن سعيد: رأيت ابن المبارك أتى زمزم فملأ إناء، ثم استقبل الكعبة، فقال: اللهم إن ابن أبي الموال حدثنا، عن ابن المنكدر، عن جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ماء زمزم لما شرب له، وهذا أشربه لعطشي يوم القيامة.

كذا، والمحفوظ ما رواه الحسن بن عيسى، فقال فيه: اللهم إن عبد الله بن المؤمل، حدثنا عن أبي الزبير، عن جابر، فذكر نحوه.

محمد بن النضر بن مساور، حدثنا أبي: قلت لابن المبارك: هل تتحفظ الحديث؟ قال: ما تحفظت حديثا قط، إنما آخذ الكتاب فأنظر، فما اشتهيته علق بقلبي.

وقال عبدان: قال ابن المبارك في التدليس قولا شديدا، ثم أنشد:

دلس للناس أحاديثه والله لا يقبل تدليسا

وعن ابن المبارك: من استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته.

عن أشعث بن شعبة المصيصي قال: قدم الرشيد الرقة، فانجفل الناس خلف ابن المبارك، وتقطعت النعال، وارتفعت الغبرة، فأشرفت أم ولد الخليفة فقالت: هذا والله الملك لا ملك هارون الذي لا يجمع الناس إلا بشرط وأعوان.

أبو حاتم الرازي: سمعت عبدة بن سليمان المروزي يقول: كنا في سرية مع ابن المبارك في بلاد الروم، فصادفنا العدو، فلما التقى الصفان خرج رجل للمبارزة، فبرز إليه رجل فقتله، ثم آخر فقتله، ثم آخر فقتله، ثم دعا إلى البراز، فخرج إليه رجل فطارده ساعة، ثم طعنه فقتله، فازدحم الناس، فزاحمت فإذا هو ملثم وجهه، فأخذت بطرف ثوبه فمددته، فإذا هو عبد الله بن المبارك، فقال: يا أبا عمرو ممن يشنع علينا؟.

وقال محمد بن المثنى: حدثنا عبد الله بن سنان قال: كنت مع ابن المبارك، والمعتمر بن سليمان بطرسوس، فصاح الناس النفير، فخرج ابن المبارك والناس، فلما اصطف المسلمون والعدو خرج رومي فطلب البراز،

<<  <  ج: ص:  >  >>