للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جعل رجل يلقنه: قل لا إله إلا الله، فأكثر عليه، فقال: لست تحسن، وأخاف أن تؤذي مسلما بعدي إذا لقنتني فقلت: لا إله إلا الله ثم لم أحدث كلاما بعدها فدعني، فإذا أحدثت كلاما بعدها فلقني حتى تكون آخر كلامي.

وقيل: إن الرشيد لما بلغه موت ابن المبارك قال: مات اليوم سيد العلماء.

قال عبدان بن عثمان: خرج عبد الله إلى العراق أول شيء سنة إحدى وأربعين ومائة، ومات بهيت، وعانات في رمضان سنة إحدى وثمانين ومائة.

وقال حسن بن الربيع: قال لي ابن المبارك قبل أن يموت: أنا ابن ثلاث وستين.

وقال أحمد بن حنبل: ذهبت لأسمع من ابن المبارك فلم أدركه، وكان قد قدم فخرج إلى الثغر، ولم أره.

قال محمد بن فضيل بن عياض: رأيت ابن المبارك في النوم فقلت: أي العمل أفضل؟ قال: الأمر الذي كنت فيه.

قلت: الرباط، والجهاد؟ قال: نعم، قلت: فما صنع بك ربك؟ قال: غفر لي مغفرة ما بعدها مغفرة، رواها اثنان عن محمد.

وقال العباس بن محمد النسفي: سمعت أبا حاتم الفربري يقول: رأيت ابن المبارك واقفا على باب الجنة بيده مفتاح، فقلت: ما يوقفك هاهنا؟ قال: هذا مفتاح الجنة دفعه إلي محمد صلى الله عليه وسلم، وقال: حتى أزور الرب تعالى، فكن أميني في السماء كما كنت أميني في الأرض.

وقال إسماعيل بن إبراهيم المصيصي: رأيت الحارث بن عطية في النوم فسألته، فقال: غفر لي، قلت: فابن المبارك؟، قال بخ بخ، ذاك في عليين ممن يلج على الله كل يوم مرتين.

وقال أبو هشام الرفاعي: حدثنا ليث بن هارون، عن نوفل قال: رأيت ابن المبارك في النوم، فقلت: ما فعل بك ربك؟ قال: غفر لي برحلتي في الحديث، عليك بالقرآن، عليك بالقرآن، قلت: ما فعل سفيان الثوري؟ قال: ذاك عندهم في مكان رفيع.

<<  <  ج: ص:  >  >>