للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألف درهم، وكنت مرابيا، لبست الصوف عشرين سنة وأنا لا أدري، حتى لقيت عبد العزيز بن أبي رواد، فقال: ليس الشأن في أكل الشعير ولبس الصوف، الشأن أن تعرف الله بقلبك لا تشرك به شيئا، والثانية: الرضى عن الله، والثالثة: تكون بما في يد الله أوثق منك بما في أيدي الناس.

وعن شقيق قال: عملت في القرآن عشرين سنة حتى ميزت بين الدنيا والآخرة، فأصبته في حرفين؛ قوله تعالى: (فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وأبقى).

وعن حاتم الأصم، عن شقيق قال: لو أن رجلا عاش مائتي سنة لا يعرف هذه الأربعة لم ينج؛ أولها: معرفة الله، الثاني: معرفة النفس، الثالث: معرفة أمر الله ونهيه، الرابع: معرفة عدو الله وعدو النفس.

قال أبو عقيل الرصافي: حدثنا أحمد بن عبد الله الزاهد قال: سمعت شقيق بن إبراهيم يقول: ثلاث خصال هي نتاج الزهد؛ الأولى: أن يميل عن الهوى، الثانية: ينقطع إلى الزهد بقلب، الثالث: أن يذكر إذا خلا كيف مدخله ومخرجه، كيف يدخل قبره؟ ويذكر الجوع والعطش والحساب والصراط والعري والفضيحة وطول القيام.

وقد ورد عن شقيق مع انقطاعه وزهده أنه من كبار المجاهدين في سبيل الله، وكذا فليكن زهد الأولياء.

روى محمد بن عمران عن حاتم الأصم قال: كنا مع شقيق ونحن مصافو العدو الترك، في يوم لا أرى فيه إلا رؤوسا تندر، وسيوفا تقطع، ورماحا تقصف، فقال لي: كيف ترى نفسك؟ هي مثل الليلة التي زفت فيها إليك امرأتك؟ قلت: لا والله. قال: لكني أرى نفسي كذلك. ثم نام بين الصفين، ودرقته تحت رأسه حتى سمعت غطيطه، فأخذني يومئذ تركي فأضجعني للذبح، فبينا هو يطلب السكين من خفه إذ جاءه سهم عائر فذبحه فألقاه عني.

وعن حاتم، عن شقيق قال: مثل المؤمن مثل رجل غرس نخلة يخاف

<<  <  ج: ص:  >  >>