للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعنه قال: كنت أجلس يوم الجمعة، فإذا كثر الخلق، فرحت، وإذا قلوا حزنت، فسألت بشر بن منصور، فقال: هذا مجلس سوء، فلا تعد إليه، فما عدت إليه.

قال رستة: حدثنا يحيى بن عبد الرحمن بن مهدي أن أباه قام ليلة، وكان يحيي الليل كله، قال: فلما طلع الفجر رمى بنفسه على الفراش حتى طلعت الشمس، ولم يصل الصبح، فجعل على نفسه أن لا يجعل بينه، وبين الأرض شيئا شهرين، فقرح فخذاه جميعا.

قال عبد الرحمن بن عمر رستة: سمعت ابن مهدي يقول لفتى من ولد الأمير جعفر بن سليمان: بلغني أنك تتكلم في الرب، وتصفه، وتشبهه؟ قال: نعم، نظرنا فلم نر من خلق الله شيئا أحسن من الإنسان، فأخذ يتكلم في الصفة والقامة، فقال: رويدك يا بني حتى تتكلم أول شيء في المخلوق، فإن عجزنا عنه، فنحن عن الخالق أعجز.

أخبرني عما حدثني شعبة، عن الشيباني، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله: لقد رأى من آيات ربه الكبرى قال: رأى جبريل له ست مائة جناح.

ثم قال عبد الرحمن: فصف لي مخلوقا له ست مائة جناح؟ فبقي الغلام ينظر، فقال: أنا أهون عليك، صف لي خلقا بثلاثة أجنحة، وركب الجناح الثالث منه موضعا حتى أعلم؟ قال: يا أبا سعيد، عجزنا عن صفة المخلوق، فأشهدك أني قد عجزت ورجعت.

قال أبو حاتم: سئل أحمد بن حنبل عن يحيى، وعبد الرحمن، فقال: عبد الرحمن أكثر حديثا.

قال أحمد بن عبد الله العجلي: شرب عبد الرحمن بن مهدي البلاذر، وكذا الطيالسي، فبرص عبد الرحمن، وجذم الآخر.

قال: وقال رجل لعبد الرحمن: لو قيل لك: يغفر لك ذنب أو تحفظ حديثا، أيما أحب إليك؟ قال: أحفظ حديثا!.

قال أبو الربيع الزهراني: سمعت جريرا الرازي يقول: ما رأيت مثل عبد الرحمن بن مهدي، ووصف بصره بالحديث وحفظه.

<<  <  ج: ص:  >  >>