للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على جسده يوهنه بذلك. ثم إن الحسن بن سهل كلمه فيه، فرضي عنه.

وقيل: إن المأمون استشار الملأ في قتل إبراهيم، فقال بعضهم: اقطع أطرافه، وقال بعضهم: اصلبه. فقال أحمد بن أبي خالد: إن قتلته وجدت مثلك قتل مثله كثيرا، وإن عفوت عنه لم تجد مثلك عفا عن مثله. فأيما أحب إليك؟ وكان اختفاؤه ثمان سنين، فصيره عند أحمد بن أبي خالد في سعة، وعنده أمه وعياله. وكان يركب إلى المأمون ومعه قائدان يحفظانه.

وأما إبراهيم بن عائشة ومن معه في الحبس فإنهم هموا بنقب السجن، وسدوا بابه من عندهم. فركب المأمون بنفسه، فدعا بإبراهيم وبثلاثة، فقتلهم صبرا وصلبوا على الجسر.

وفيها في رمضان سار الخليفة المأمون إلى واسط، ودخل ببوران بنت الحسن بن سهل. وأقام عنده سبعة عشر يوما. وخلع الحسن على القواد على مراتبهم. وتكلف هذه الأيام بكل ما ينوب جيش المأمون، فكان مبلغ النفقة عليهم خمسين ألف ألف درهم. فوصله المأمون بعشرة آلاف ألف درهم، وأعطاه مدينة فم الصلح.

فذكر أحمد بن الحسن بن سهل قال: كان أهلنا يتحدثون أن الحسن كتب رقاعا فيها أسماء ضياع له ونثرها على القواد والعباسيين، فمن وقعت في يده رقعة باسم ضيعة تسلمها. ونثر صينية ملأى جواهر بين يدي المأمون عندما زفت إليه.

وفيها كتب المأمون إلى عبد الله بن طاهر بن الحسين أن يسير إلى مصر. فلما قرب منها، كان بها ابن السري، فخندق عليها وتهيأ للحرب. ثم التقوا فانهزم ابن السري، وتساقط عامة جنده في خندقه. ودخل هو الفسطاط وتحصن. ثم خرج إلى ابن طاهر بالأمان، وبذل له أموالا.

ثم فتح عبد الله بن طاهر الإسكندرية، وكان قد تغلب عليهم طائفة أتوا من الأندلس في المراكب، وعليهم رجل يكنى أبا حفص. وأنهم نزحوا عنها خوفا من ابن طاهر، ونزلوا جزيرة أقريطش فسكنوها، وبها بقايا من أولادهم.

وفيها امتنع أهل قم، فوجه المأمون إليهم علي بن هشام فحاربهم وظفر بهم، وهدم سورها، واستخرج منهم سبعة ألف ألف درهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>