للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٣٦ - القاسم بن عيسى، الأمير أبو دلف العجلي، صاحب الكرج وواليها.

حدث عن هشيم وغيره، روى عنه محمد بن المغيرة الأصبهاني.

وكان فارسا شجاعا، وجوادا ممدحا، وشاعرا محسنا، له أخبار في السخاء والحماسة. ولي حرب الخرمية فدوخهم وأبادهم، وولي إمرة دمشق للمعتصم.

قال إسحاق بن إبراهيم الموصلي، عن أبيه: كنت في مجلس هارون الرشيد إذ دخل عليه غلام أمرد، فسلم، فقال الرشيد: لا سلم الله على الآخر، أفسدت علينا الجبل يا غلام. قال: فأنا أصلحه يا أمير المؤمنين. ثم جاوره إلى أن قال: أفسدته يا أمير المؤمنين وأنت علي، أفأعجز عن صلاحه وأنت معي؟ فخلع عليه وولاه الجبل، فلما خرج قلت: من هذا؟ قالوا: أبو دلف العجلي. فلما ولى قال الرشيد: أرى غلاما يرمي من وراء همة بعيدة.

وكان أبو دلف فصيحا حاضر الجواب، قال له المأمون يوما وهو مقطب: أأنت الذي يقول فيك الشاعر:

إنما الدنيا أبو دلف بين مغزاه ومحتضره فإذا ولى أبو دلف ولت الدنيا على أثره فقال: يا أمير المؤمنين، شهادة زور، وقول غرور، وملق معتف، وطالب عرف، وأصدق منه ابن أخت لي حيث يقول:

دعيني أجوب الأرض ألتمس الغنى فلا الكرج الدنيا ولا الناس قاسم فتبسم المأمون.

ومن شعره:

أيها الراقد المؤرق عيني نم هنيئا لك الرقاد اللذيذ علم الله أن قلبي مما قد جنت مقلتاك فيه وقيذ وقال ثعلب: حدثنا ابن الأعرابي، عن الأصمعي قال: كنت واقفا بين يدي المأمون، إذ دخل عليه أبو دلف العجلي، فنظر إليه المأمون شزرا،

<<  <  ج: ص:  >  >>