للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعجيفا، وقارون، وقائد الرافضة. وإنما فتح مصر قبل خلافته.

وزاد غير نفطويه أنه خلف من الذهب ثمانية آلاف ألف دينار، ومن الدراهم مثلها. وقيل: ثمانية عشر ألف ألف، ومن الخيل ثمانين ألف فرس، وثمانية آلاف مملوك، وثمانية آلاف جارية، وبنى ثمانية قصور، وقيل: بل بلغ عدد غلمانه الترك ثمانية عشر ألفا.

وعن أحمد بن أبي دؤاد قال: استخرجت من المعتصم في حفر نهر الشاش ألفي ألف، غير أنه كان إذا غضب لا يبالي من قتل.

وقال إسحاق الموصلي: دخلت عليه وعنده قينة تغني، فقال: كيف تراها؟ قلت: تقهر الغناء برفق، وتجليه برفق، وتخرج من الشيء إلى أحسن منه، وفي صوتها شجى وشذور أحسن من در على النحور. فقال: صفتك لها أحسن منها ومن غنائها، خذها لك. فامتنعت لعلمي محبته لها، فوصلني بمقدار قيمتها.

وبلغنا أن المعتصم لما تجهز لغزو عمورية حكم المنجمون أن ذلك طالع نحس، وأنه يكسر، فكان من ظفره ونصره ما لم يخف، وفي ذلك يقول أبو تمام الطائي قصيدته البديعة:

السيف أصدق إنباءً من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب منها:

والعلم في شهب الأرماح لامعة بين الخميسين لا في السبعة الشهب أين الرواية أم أين النجوم وما صاغوه من زخرف فيها ومن كذب تخرصا وأحاديثا ملفقة ليست بنبع إذا عدت ولا غرب وعن أحمد بن أبي دؤاد قال: كان المعتصم يخرج ساعده إلي ويقول: يا أبا عبد الله، عض ساعدي بأكثر قوتك. فأقول: ما تطيب نفسي. فيقول: إنه لا يضرني. فأروم ذلك، فإذا هو لا تعمل فيه الأسنة، فضلا عن الأسنان.

وانصرف يوما من دار المأمون إلى داره، وكان شارع الميدان منتظما

<<  <  ج: ص:  >  >>