للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها: دخل أبو طاهر سليمان بن الحسن الجنابي القرمطي البصرة في ربيع الآخر في السحر في ألف وسبعمائة فارس، ونصب السلالم، وصعدوا على الأسوار، ونزلوا البلد، ففتحوا الأبواب، ووضع السيف في الناس وأحرق الجامع ومسجد طلحة، فهرب الناس ورموا نفوسهم في الماء، فغرق خلق، واستباح الحريم والأموال.

وفيها: كتب ابن الفرات بإشخاص الحسين بن أحمد المادرائي وأبي بكر محمد بن علي من مصر إلى بغداد، وصادرهما، وأخذ منهما مائتي ألف دينار.

وفيها: ولي إمرة دمشق عمر الراشدي الذي ولي الرملة بعد ذلك، ومات بها سنة أربع عشرة وثلاثمائة.

وفيها: صرف أبو عبيد بن حربويه من قضاء مصر، وتأسف الناس عليه، وفرح هو بالعزل وانشرح له. وولي قضاء مصر بعده أبو يحيى عبد الله بن إبراهيم بن مكرم فاستناب عنه أبا الذكر محمد بن يحيى الأسواني المالكي. وقدم بعد شهرين إبراهيم بن محمد الكريزي، فحكم على ديار مصر من قبل ابن مكرم.

وفي هذه الحدود أو بعدها ظهر شاكر الزاهد صاحب الحلاج، وكان من أهل بغداد. قال السلمي في تاريخ الصوفية: شاكر خادم الحلاج كان متهماً مثله، حكى عنه حكايات كثيرة، وأخرج كلامه إلى الناس، فضربت عنقه بباب الطاق.

[سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة]

في ثاني عشر المحرم عارض أبو طاهر بن أبي سعيد الجنابي ركب العراق قريباً من الهبير، وعمره يومئذ سبع عشرة سنة، وهو في ألف فارس وألف راجل. وكان في الركب أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان، وأحمد بن بدر عم السيدة، وشقيق الخادم، فأسرهم الجنابي وأخذ الأموال والجمال والحريم، وسار بهم إلى هجر، وترك بقية الركب، فماتوا جوعاً وعطشاً إلا القليل. وبلغ الخبر بغداد، فكثر فيها النوح والبكاء.

وضعف أمر ابن الفرات واستدعى نصرا الحاجب يستشيره بعدما أساء

<<  <  ج: ص:  >  >>