للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم

[الحوادث]

[سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة]

فيها اطلع أبو محمد المهلبي على قوم من التناسخية فيهم شاب يزعم أن روح علي رضي الله عنه انتقلت إليه. وفيهم امرأة تزعم أن روح فاطمة عليها السلام انتقلت إليها. وفيهم آخر يدعي أنه جبريل، فضربوا فتعزروا بالانتماء إلى أهل البيت، فأمر معز الدولة، بإطلاقهم لميله إلى أهل البيت.

وهذا كان من أفعاله الملعونة.

وفيها أخذت الروم سروج، فقتلوا وسبوا وأخربوا البلد.

وحج بالناس أحمد بن عمر بن يحيى العلوي.

وفي آخر شوال مات المنصور أبو الطاهر إسماعيل ابن القائم محمد بن عبيد صاحب المغرب بالمنصورية التي مصرها. وصلى عليه ولي عهده أبو تميم معد ابن المنصور الملقب بالمعز لدين الله.

وكان بعيد الغور، حاد الذهن، سريع الجواب عاش أربعين سنة، وبقي في السلطنة سبعة أعوام وأيام، وخلف خمسة بنين وخمس بنات. وكان فصيحا مفوها يخترع الخطبة. حارب ابن كيداد ولم يزل حتى أسره، ومات في حبسه فسلخ جلده وحشاه تبنا، ثم صلبه وأحرقه. وأحسن السيرة وأبطل مظالم أبيه. وقام بعده ابنه المعز فأحسن السيرة فأحبه الناس، وصفت له المغرب، وافتتح مصر وبنى القاهرة.

وفيها أو قريبا منها توفي العابد القدوة أبو الخير التيناتي الأقطع صاحب الكرامات. وستأتي ترجمته رحمه الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>