للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحجاجي، والحاكم أبو عبد الله فمن بعدهم.

وتوفي في شوال عن ستٍّ وسبعين سنة، ولم يرحل.

قال أبو علي الحافظ، أبو زكريا يحفظ من العلوم ما لو كلفنا حفظ شيءٍ منها لعجزنا عنه. وما أعلم أني رأيت مثله.

وقال الحاكم: اعتزل أبو زكريا الناس، وقعد عن حضور المحافل بضع عشرة سنة. سمعته يقول: للعالم المختار أن يرجع إلى حسن حال، فيأكل الطيب والحلال، ولا يكسب بعلمه المال، ويكون علمه له جمال، وماله من الله المتعال من عليه وإفضال.

١٥٧ - أبو القاسم بن أبي الفوارس.

رجل صالح عابد قانع بكسب يده بمصر. كانت له بضاعة بدون الألف دينار، فلم يزل يتصدق منها حتى فرغت، فأقبل على عمل المناديل يتقوت منها هو وأمه. وكانت أمه صالحة زاهدة.

١٥٨ - أبو وهب القرطبي الزاهد.

أحد المشهورين بالأندلس. جمع أبو القاسم بن بشكوال جزءاً في أخباره، فمن ذلك.

قال أبو جعفر أحمد بن عون الله: سمعت أبا وهب يقول: والله لا عانق الأبكار في جنات النعيم والناس في الحساب إلا من عانق الذل وضاجع الصبر، وخرج منها كما دخل فيها. وسمعته يقول: ما رزق امرؤ مثل عافيةٍ، ولا تصدق بمثل موعظة، ولا سأل مثل مغفرة.

وروى عبد الوارث بن سفيان، عن خالد بن سعد أن أبا وهب قيل إنه من ولد العباس. وكان لا ينتسب. وكان صاحب عزلةٍ، باع ماعونه قبل موته، فقيل له: ما هذا. قال: أريد سفراً. فمات إلى أيامٍ يسيرة.

وقال يونس بن عبد الله القاضي: أخبرني يحيى بن فرحون الخباز، قال: أخبرني أبو سعيد بن حفصون الرجل الصالح، قال: دخلت على أبي وهب فقلت: لي إليك حاجة أحب أن تشفعني بها. قال: وما هي؟ قلت:

<<  <  ج: ص:  >  >>