للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لشوكتهم، قال: فأنا أستحيي قاتل البراء ومجزأة بن ثور؟! فلما أحسست بقتله قلت: ليس إلى قتله سبيل، قد قلت له: تكلم فلا بأس، قال: لتأتيني من يشهد به غيرك، فلقيت الزبير فشهد معي، فأمسك عنه عمر، وأسلم الهرمزان، وفرض له عمر، وأقام بالمدينة.

وفيها هلك هرقل عظيم الروم، وهو الذي كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام، وقام بعده ابنه قسطنطين.

وفيها قسم عمر خيبر وأجلى عنها اليهود، وقسم وادي القرى، وأجلى يهود نجران إلى الكوفة. قاله محمد بن جرير الطبري.

ذكر من توفي في هذا العام

ع: بلال بن رباح الحبشي، مولى أبي بكر الصديق، وأمه حمامة.

كان من السابقين الأولين الذين عذبوا في الله، شهد بدرا، وكان مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه ابن عمر، وأبو عثمان النهدي، والأسود بن يزيد، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وجماعة. كنيته أبو عبد الكريم، وقيل: أبو عبد الله، ويقال: أبو عمر.

قال ابن مسعود في حديث المعذبين في الله، قال: فأما بلال فهانت عليه نفسه في الله، وهان على قومه، فأعطوه الولدان يطوفون به في شعاب مكة، وهو يقول: أحد أحد.

وقال هشام بن عروة، عن أبيه قال: مر ورقة بن نوفل ببلال وهو يعذب على الإسلام، يلصق ظهره برمضاء البطحاء وهو يقول: أحد أحد، فقال ورقة: أحد أحد، يا بلال صبرا، والذي نفسي بيده لئن قتلتموه لأتخذنه حنانا.

<<  <  ج: ص:  >  >>