للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فما محمد؟ قالوا: صنبور قطع أرحامنا واتبعه سراق الحجيج بنو غفار. قالوا: لا، بل أنتم خير منه وأهدى سبيلا. فأنزل الله ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت الآية.

قال سفيان: كانت غفار سرقة في الجاهلية.

وقال إبراهيم بن جعفر بن محمود بن مسلمة، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله قال: ولحق كعب بن الأشرف بمكة إلى أن قدم المدينة معلنا بمعاداة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهجائه، فكان أول ما خرج منه قوله:

أذاهب أنت لم تحلل بمنقبة وتارك أنت أم الفضل بالحرم! صفراء رادعة لو تعصر انعصرت من ذي البوارير والحناء والكتم إحدى بني عامر هام الفؤاد بها ولو تشاء شفت كعبا من السقم … لم أر شمسا قبلها طلعت حتى تبدت لنا في ليلة الظلم.

وقال: طحنت رحى بدر لمهلك أهلها الأبيات.

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - يوما: من لكعب بن الأشرف؟ فقد آذانا بالشعر وقوى المشركين علينا. فقال محمد بن مسلمة: أنا يا رسول الله. قال: فأنت. فقام فمشى ثم رجع فقال: إني قائل فقال: قل، فأنت في حل: فخرج محمد، بعد يوم أو يومين، حتى أتى كعبا وهو في حائط فقال: يا كعب، جئت لحاجة؛ الحديث.

وقال ابن عيينة: قال عمرو بن دينار: سمعت جابرا يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله؟ فقام محمد بن مسلمة فقال: يا رسول الله، أعجب إليك أن أقتله؟ قال: نعم. قال: فأذن لي أن أقول شيئا. قال: قل. فأتاه محمد بن مسلمة فقال: إن هذا الرجل قد سألنا صدقة، وقد عنانا، وإني قد أتيتك أستسلفك. قال: وأيضا لتملنه. قال: إنا قد اتبعناه فنكره أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير شأنه، وقد

<<  <  ج: ص:  >  >>