للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذو سحر، كما جاء ولكن البر من آمن بالله [البقرة/ ١٧٧] وأ جعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام [التوبة/ ١٩] أي: أهلها، ألا ترى قوله: كمن آمن بالله. وقالوا: إنّما أنت سير، وما أنت إلّا سير.

....... وإنّما هي إقبال وإدبار «١» فيجوز أن يريد بسحر، ذا سحر.

وساحر لا يجوز أن يراد به سحر، وقد جاء فاعل يراد به المصدر في حروف ليست بالكثيرة نحو: عائذا بالله من شرها، أي: عياذا، ونحو: العاقبة. ولم تصر هذه الحروف من الكثرة بحيث يسوغ القياس عليها. وحكي أنّ أبا عمرو كان يقول: إذا كان بعده: مبين* فهو سحر*، وإذا كان بعده عليم* فهو ساحر*، ولا إشكال في الوصف بعليم أنّه لا ينصرف إلى الحدث، ولكن مبين* يقع على الحدث كما يقع على العين، فإذا كان كذلك لم يمتنع: ساحر مبين، كما لم يمتنع: سحر مبين.

[المائدة: ١١٢]

واختلفوا «٢» في الياء والتاء من قوله جل وعز: هل يستطيع ربك [المائدة/ ١١٢].


(١) هذا عجز بيت للخنساء صدره:
ترتع ما رتعت حتى إذا ادّكرت ... فإنما .....
ديوانها/ ٥٠ وهو من شواهد سيبويه ١/ ١٦٩ والمقتضب ٣/ ٢٣٠، ٤/ ٣٠٥ والمحتسب ٢/ ٤٣ والمنصف ١/ ١٩٧ وابن الشجري ١/ ٧١ والخزانة ١/ ٢٠٧.
(٢) في (ط): اختلفوا.