للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووجه الجمع: قوله: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها [النساء/ ٥٨].

ومما أفرد فيه الأمانة والمراد بها الكثرة ما روي عن أبي: «من الأمانة أن اؤتمنت المرأة على فرجها». يريد به تفسير قوله: ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن [البقرة/ ٢٢٨].

وقرأ حمزة والكسائي: (على صلاتهم) والباقون: صلواتهم.

وجه الإفراد: أن الصلاة في الأصل مصدر كالعمل والأمانة.

ووجه الجمع: أنه قد صار بمنزلة الاسم لاختلاف أنواعها، فلذلك جمع في نحو قوله: حافظوا على الصلوات [البقرة/ ٢٣٨] وكان الجمع فيه أقوى لأنه قد صار اسما شرعيّا لانضمام ما لم يكن في أصل اللغة أن ينضمّ إليها.

[المؤمنون: ١٤]

اختلفوا في قوله عز وجل: عظاما فكسونا العظام [المؤمنون/ ١٤] في الجمع والتوحيد.

فقرأ عاصم وحده في رواية أبي بكر وابن عامر: (عظما فكسونا العظم لحما) واحدا ليس قبل الميم ألف.

وقرأ الباقون وحفص عن عاصم وبكار عن أبان عن عاصم:

عظاما فكسونا العظام لحما جماعا بألف «١».

والجمع أشبه بما جاء في التنزيل في غير هذا الموضع كقوله:

أإذا كنا عظاما ورفاتا [الإسراء/ ٤٩ - ٩٨] أئذا كنا عظاما نخرة [النازعات/ ١١] من يحيى العظام وهي رميم [يس/ ٧٨].


(١) السبعة ٤٤٤.